23 ديسمبر، 2024 1:23 م

عند الانتخاب يذل المرشح او يهاب

عند الانتخاب يذل المرشح او يهاب

مواقف خالدة كانت تراود ذاكرتي نهلتها من سيرة العظماء. ليس في كلماتي أن أكشف ما  تركته  سطور نهج الشيعة بالمقارنه او الشرعية  بين الامامة والخلافة فقد اشبعوها بحثا , ولكني أضع أمام المواطن العراقي و(المنتخب) هذه المواقف لعلهم يتقون !!!
الاحداث التي مرت من حجة الوداع للرسول (ص) وما صاحبها من تجاوزات واجتهادات وخاصة(الفتنة الكبرى) كما أسموها في خلافة عثمان بن عفان (رض) 0 لقد أدرك علي (ع) من تلك الظروف غي الطبيعية  جعلت منه أن يصفح عن تلبية الدعوة لتولي الخلافة بعد عثمان وحين كثر الضغط عليه أجابهم قائلا:
(( دعوني وألتمسوا  غيري , فأنا مستقبلون أمرا له وجوه والوان , لاتقوم له القلوب , ولا تثبت له العقول , وأن الآفاق قد أغامت , والمحجة قد تنكرت , وأعلموا أني ان أجبتكم ركبت بكم ما أعلم , ولم أصغ الى قول القائل وعتب العاتب , وأن تركتموني , فأنا كأحدكم , ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم , وانا لكم وزير خير لكم مني أمير.)) 00
وهكذا أراد ان يلتمس العفو من هذه المهمة الكبيرة وفي تلك الظروف الصعبة ألا أن أصرار القوم سواء من وجها ء العراق ومصر واليمن او اشراف مكة والمدينة على مبايعة علي للخلافة وقد حملوه ووضعوه في صميم الاحداث ورغبة واصرار القوم 0 وقد قالوا النصارى للامام علي (ع))) يا امير المؤمنين  ما  أصبنا هذا غيرك , ولا كان المنقلب الا أليك , ولئن صدقنا أنفسنا فيك , فانت أقدم الناس أيمانا , واعلم بالله , واولى المؤمنين برسول الله (ص) ولك مالهم , وليس لهم مالك ))0
وحين وجد نفسه الامام علي (ع) أمام مفترق الطريق أشترط  شرطا مهما يعتبر اليوم منهجا ديمقراطيا متقدما قياسا لحالات الترشيح للخلافه  في الدول الاموية او العباسية حيث طلب ( الانتخاب والترشيح ) في آن واحد وفي المسجد جهارا وباجتماع عام شارك فيه الصحابة والانصار والمهاجرين والتابعين والحاضرين وبعد البيعة الكبرى قال مقولته المعروفة :
(( اللهم أنك  تعلم  انه  لم يكن  كان منا  منافسة في سلطان , ولا ألتماس شيىء في فصول الحطام , ولكن لنرد المعالم من دينك , ونظهر الاصلاح في بلادك , فيأمن المظلومين من عبادك , وتقام المعطلة من حدودك ))
هذه مدرسة الامام علي (ع)0 اما مدرسة معاوية بن ابي سفيان , فعند توليه أمر الخلافة نهض قائلا :
(( الارض لله , وأنا خليفة الله , فمن آخذ من الله فهو  لي , وما تركت منه كان جائزا  لي , لا بمحبة  وليتها , ولكن جالدتكم بسيفي هذا مجالدة ))
ولعل صفحات التاريخ تذكرنا بوثيقة الامامية لمالك الاشتر حين ولاه مصر موضحا  علاقة  الحاكم بالرعية , محذرا من المحسوبية والظلم , وأهمية أحتياجات الشعب دون الفئات البرجوازية او الارستقراطية , واستبداد  وزراء السوء  لانه بطانة خطر على الامة  كما يصفها الامام علي (ع) ومقربا حاشية اهل الورع والصدق والعلم والمعرفة , والانتصار للمظلوم , والرأفة بالضعيف , وقد وصف شخصية القاضي سدة للعدل والنزاهة , وقد وصف المسوؤل او المنصب  تضامنية  وليس دكتاتورية أي الجميع أمام المسؤولية , وتوزيع المهام حسب الاستحقاق ( اي الرجل المناسب في المكان المناسب) في كل مفاصل الولاية , أضافة الى الاستحقاقات المشروعه السياسية والاقتصادية والعسكرية  والانسانية …الخ
كلمات ومواقف  وددت   أن  أضعها  أمام  مسوؤلي اليوم  ومنتخبي الغد  لعلهم يهتدون ….

[email protected]