يخال للإنسان دائماً أمنية الرجوع لعالم الطفولة، لأن تضميد الجراح بعد اللعب، كان أسهل بكثير من تضميد جراح القلوب في الكبر، فالحياة لم تعد بتلك البساطة التي عشناها، فلا شيء يعود كالسابق، فقد أمسى مَنْ نحبهم بعيدون، لا تصلهم حروفنا ولا أصواتنا، ورحلوا عنا دون موعد مسبق، ولكن:”قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”.
الحياة في نظر البعض قوسان()، الأول هو البداية والثاني النهاية، لذا يجب أن نكتب بينهما شيئاً نافعاً يتذكرنا الناس به، فالطريق الأول (فَإذكروني أذكركم)، والطريق الثاني (نسوا اللّه فأنساهم أنفسهم)، فيا أيها الإنسان لكَ حرية الاختيار، وليس هناك شيء إسمه (فاتكَ القطار) فكل القطارات لها طريق عودة، فتفائلوا خيراً وستجدونه أمامكم حتى ولو بعد حين.
(تخاف المرأة على الرجل لأنها أمه، وتخاف منه لأنها أخته، وتخاف بدونه لأنها إبنته، وتخاف عليه لأنها زوجته، ألا تستحق أن تخاف الله فيها)،والحقيقة إن العبارة تحتاج لتفسير عميق، فعندما تشتكي المرأة للبشر، ينتهي الحوارغالباً بـجملة(الله يعينكِ)،أما أنا فأقول: إختصري من البداية، وإشتكي للذي يعينهِ أمركِ، فقد قال عز وجل:”َّأمَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ”.
(هناك أسرار موجعة جداً قد تملأ القلب، ولايستطيع أحد البوح بها، فتصبح الحياة معها كالماء، بلا لون، أو طعم، أو رائحة، ولكننا مجبرون على أن نعيشها بقرارعقلي صحيح) والسبب هو ما كتبتيهِ بين القوسين من قول وفعل، فلهما تأثيرعليكِ، وعلى أسرتكِ، ومجتمعكِ، فكيف بالليل إذا حلَّ، لكن اطمئني فهناك مَنْ لا يغفل عنكِ أبدأعندما تنام العيون؟
قد يعاتب الناس المرأة الصابرة على متاعب حياتها، المجاهدة في سبيل عائلتها، المحتسبة عند ربها إبتغاء مرضاته وثوابه، ولقوة صلتها به فإنها تقول لهم: (لا الأمر أمري، ولا التدبير تدبيري، ولا الشؤون تجري بتقديري، لي خالق حكيم يفعل بي ما يشاء، أحاط بي علمه قبل تصويري)، نعم إنه الصبر الإستراتيجي، الذي يقيم لحياتها وزناً وحجماً.
يقول علماء الطب والإجتماع، إن المرأة أكثر منطقية من الرجل، والسبب أن الاألياف العصبية في المخ، والموصلة بين الفص الأيسر (فص المنطق)، والفص الأيمن (فص العواطف)، أقوى عند المرأة مقارنة بالرجل، فتصبح لها القدرة على التعامل مع الحدث بمنطقية، وعاطفية أكثر من الرجل، ويقال أن هذا هو العلة من عدل شهادتين لها، بشهادة رجل واحد!
كم من الرجال قد غفل عن دراسة شيء يخص عوالم: (الذر، والأصلاب، والأرحام، والدنيا، والبرزخ، والقيامة؟)إنها مرتبطة بالمرأة بشكل مباشر أو غير مباشر، وتؤكد على حقيقة واحدة، وهي أنه من ذلك القرار المكين تبدأ الحياة، فقمة الشجاعة أن تحتمل المرأة الآماً في مشاعرها، وأوجاعاً في جسدها، ومع هذا تكون في قمة الثقة والتواصل مع الله.
مخطئ من يحصر دور المرأة في القضايا الهامشية والثانوية، لأن قضية تمكين المرأة مسألة في غاية الخطورة لبناء المجتمعات، ولتتحمل مسؤولياتها الكبيرة في إدارة الكيان الصغير (الأسرة)، وإنعكاسات تربيتها على المجتمع، ثم أن دور المرأة في عالم اليوم بات مهماً جداً، أعطى تصوراً واضحاً لعملية التمييز بينها وبين الرجل، وتوزيع الأدوار التي تكمل بعضها البعض.
دعوة من الأعماق لتفهم حال المرأة، فالغرور، والأنانية، والتسلط، تعد من أهم عوامل هدم السعادة داخل الأسرة، ولا ينقص من قدركم إن تعلمتم شيئاً،عن فنون التسلية والترفيه، لتخففوا عن هذه المخلوقة العظيمة، وركزوا في أمرين:(الزوجة ليست ملاكاً100%، وليست ممثلة إثارة لمدة 24ساعة متواصلة)، ويكفيكم فخراً بأنها تصنع الحياة في بيوتكم، فأكتبوا بين أقواسكم ما يليق بها.