20 مايو، 2024 12:24 ص
Search
Close this search box.

عندما يهرب القائد ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

حسنا،فعلت القيادة العامة للقوات المسلحة عندما اصدرت قراراً رسمياً باحالة “المتسربين ” من الجيش والشرطة إلى المحاكم العسكرية، وأن كان متأخرا للغاية لكن شريطة أن يطبق القرار على القيادات العسكرية التي تهرب اولاً، وليس على الجنود أو الضباط الصغار .

ماحصل في الموصل يشيب له الرأس ويفجع القلب، قادة يهلهلون ويصرحون بكسرة شوكة داعش وأذ بهم يفرون هم وابنائهم ويتركون منتسبي الجيشوالشرطة بلا قيادة.

وقتها تذكرت الامام علي عليه السلام عندما قدم ابناه الحسن والحسين (عليهما السلام ) لتولي قيادة ميمنة جيشه واصدرهم إلى المعركة.

وتذكرت ايضا صلابة موقف الامام الحسن عندما ارسل إليه معاوية ، عبيد الله ابن عمر ليغريه بالخلافة وكرسي الحكم ويطلب منه ترك اباه فقال له : إنّ أباك قد وتر قريشاً أولاً وآخراً ، وقد شنؤوه فهل لك أن تخلفه ونولّيك هذا الأمر”.

فأجابه الإمام الحسن(عليه السلام) “كلا والله لا يكون ذلك”
وعندما وصل الامر إلى معاوية قال :أنه ابن أبيه”.

هذا الولاء المطلق الذي نتحدث عنه ونريده لقادة جيشنا، فعدونا(داعش وأخواتها) ليست شجاعة ولاقوية ، بل غادرة وتحمل من رداءة التأريخ ماتحمل .

لايحق لنا اليوم أن نلوم الجنود عندما هربوا وسيطرة داعش على اسلحة القوات الامنية وسياراتها ومقراتها، واهداء المحافظة إلى داعش بلا رمي طلقة واحدة، لان بعض قادتهم هربوا أن لم يكن قد باعوهم ! .

هروب قادة القوات الامنية في الموصل لابد أن يتعدى حدود المجاملة في اخيتار القيادات الامنية والتأكيد على ضرورة أن يكون عامل الولاء للوطن ترافقه المهنية العسكرية الاساس في اختيار الاشخاص للمناصب الامنية الحساسة.

لا استطيع ابدا أن اتخيل أن قيادات امنية كبيرة محصنة هربت أو تهربت من مواجهة عصابات داعش الارهابية على الرغم من الرواتب الكبيرة التي يتقاضونها والحمايات والسيارات المصفحة والامتيازات التي لايحصل عليها اي قادة عسكر في جيوش المنطقة.

هروب القادة من معركة الموصل يذكرني بالجيش السوري الذي يقاتل اشرس قيادات داعش واعتاها ولم تهرب قيادته وتقاتل بمهنية وتكتيك عالي.

ملخص القول أن من سلم الموصل لداعش – مهما كانت حجته – لايمكن أن نطمئن إليه في المستقبل وأن نمنحه اي مسؤولة ولابد من محاكمته وأن لايطبق قرار محاكمة المتسربين من الجيش والشرطة فقط على “ابناء الخايبة ” الجنود البسطاء الذي لاحول لهم ولاقوة..ولكم القرار .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب