23 ديسمبر، 2024 12:29 ص

عندما يهتف الکربلائيون ضد ولاية الفقيە

عندما يهتف الکربلائيون ضد ولاية الفقيە

حرص نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المبني على أساس نظرية ولاية الفقيه على الطابع الديني له والتظاهر بالدفاع عن القضايا الاساسية للأمن الاسلامية وکذلك الدفاع عن المدن والمراقد المقدسة، لکن الذي يجب أن لاننساه هنا ونأخذه بعين الملاحظة والاعتبار هو إن إنتفاضة کانون الثاني 2018، قد إنطلقت من مدينة مشهد المقدسة والتي تضم ضريح الامام الرضا، بمعنى إن مرکز إنطلاق تلك الانتفاضة العارمة التي إلتزم خامنئي الصمت حيالها لقرابة أسبوعين، مدينة من المفترض بها أن تکون واحدة من القلاع الحصينة لهذا النظام ولکن الذي حدث هو العکس تماما إذ کانت هذه المدينة الدينية في تلك الانتفاضة بشکل خاص رأس الحربة ضد هذا النظام!
بعد مرور فترة من الهدوء النسبي على عملية الاغتيال الجبانة التي تعرض لها الناشط العراقي الکربلائي إيهاب الوزني والتي تشير أصابع الاتهام الى النظام الايراني بتورطه فيها من خلال الإيعاز للميليشيات التابعة له بتنفيذ تلك الجريمة، فقد سارت في شوارع کربلاء المئات من الشبان الکربلائيون مرددين هتافات مدوية ضد النظام الايراني ومتهمين الميليشيات المدعومة منها باغتيال الناشطين. ولايبدو إن النظام الايراني الذي يتمشدق بدفاعه عن المدينة الدينية وعن المراقد المقدسة، قد کان يشعر بالرحة للدور المٶثر الذي کان يلعبه المغدور به إيهاب الوزني أبن هذه المدينة المقدسة في مواجهة دور ونفوذ هذا النظام ولاسيما وإنه کان واحدا من أبرز وجوه الحراك ليس على مستوى المدينة فقط وإنما العراق أيضا، ولذلك فقد صدر قرار تصفيته للحد من دوره وتأثيره الذي کان يتزايد وخصوصا في مدينة طالما إستغلها هذا النظام في شعاراته الکاذبة والمخادعة نظير”طريق القدس يمر عبر کربلاء”.
تزايد مشاعر الرفض والکراهية في مدينة کربلاء بشکل خاص يٶکد بأن الکربلائيون صاروا يعرفون جيدا النوايا والاهداف المبيتة للنظام الايراني ومن إنه ليس يهتم للناحية الدينية إلا کوسيلة لبلوغ غاياته، وإن مشاعر الغضب التي عمت بين الکربلائيين قد أثبتت بأنهم قد تجاوزا کثيرا مصائد وفخاخ الکذب والخداع والتمويه لنظام ولاية الفقيه وإنهم کأهالي مدينة مشهد المقدسة، لم يعد ينخدعوا بالغطاء الديني للنظام والذي يخفي خلفه مرام ونوايا لاعلاقة لها بالدين لامن قريب ولامن بعيد.
عندما يهتف الکربلائيون ضد دور ونفوذ النظام الايراني وضد ميليشياته العميلة، فإن ذلك يعني بأن مشروع خميني قد صار قاب قوسين أو أدنى من الاحتضار ومن عدم إمکانية تنفيذه على الرغم من کل ذلك الجهد والمال والدماء التي أراقها نظام ولاية الفقيه من أجل ذلك.