9 أبريل، 2024 2:34 م
Search
Close this search box.

عندما ينكسر المنطق

Facebook
Twitter
LinkedIn

هل ينقصنا التفكير السليم ام هل تعوزنا الوسائل اليه , نحن امة العرب او الاسلام . 
سؤال يخطر ببال الكثيرين عندما يرون ما آلت اليه وسائل التعبير عن الفرح والحزن والغضب والامتعاظ اوالاختلاف بالراي مع الاخر اوالاتفاق معه .
خرجت اساليب التعبير عن الفرح و الحزن او الغضب عما تألفه النفس الانسانية وماكانت عليه عبر العصور والدهور من ومضات معبرة على الوجه , كابتسامة وضحكة اوزغاريد تبتهج لها النفس عندما تسمعها من دون ان تعرف علامَ هذه الفرحة ومَن سعيد الحظ , او دمعة حزن وبكاء ونحيب وحتى صرخة حزن تعبر عن اللوعة يرأف سامعها لصاحبها ويدعو له بالصبر , الى اطلاقات نارية يشترك فيها الفرح والحزن ولاتحمل اي تعبير عن المشاعر , تشمئز لها النفس وتخرج عن الذوق السليم بدويها المرعب الذي يحفز الاخر المستقبل لها على الاستنكار الفوري وعدم الرغبة في التواصل مع الحدث وربما السب والشتم لمطلقها .
والتعبير عن الغضب لا يختلف عن سابقاته الا باضافة هراوة او سكّين او سيف لما سبق رغم ان جميع الكتب السماوية التي نزلت في ارضنا والعقلاء والصالحين نهوا الناس عن استخدام تلك الوسائل عند الغضب كقول رسول الله ص (وإذا غضب أحدكم فليسكت) والقران يقول (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ) والنبي عيسى ع عندما سُئل عما يقرب من رضا الله قال (لاتغضب) …هكذا فقط وبلا تعقيدات …
اما الاختلاف مع الاخر اجتماعيا او ثقافيا او سياسيا فتقشعر له الابدان لا لانه غاية في الادب والعقلانية وانما لانه يخرج عما تعارفت عليه الانسانية من اخلاق واداب للحوار, فاول ما يصدر من المختَلِف ضد خصمه هو السب والشتم والتسقيط بكل ابعاده ابتداءا من نَسَبه ووصفه بابن الحرام , متعديا بذلك على حقوق اخرين ليس لهم دخل بموضوع الخلاف , الى اكاذيب وتلفيقات تجعل من تقصير الاخير او مافعله من خطأ ينزوي الى جانب ضيق ويتيه القارئ او المتلقي في زحمة الكلام القذر , هذا ناهيك عن استخدام العنف المسلح لاسكات المخالف متجاهلين بذلك قول الله تعالى – وجادلهم بالتي هي احسن – .

هل عجز الاف الانبياء والمصلحين الذين بعثوا في بلادنا عن ترسيخ اهم مبدأ ارسلوا به وهو مكارم الاخلاق , ام انهم أُرسِلوا بهذا المبدأ بالذات لاننا نفتقده اويصعب علينا التمسك به .
وماذا بعد ان خُتمت الاديان بمن هو (على خُلُق عظيم ) ولم نأخذ من رسالته الا السيف لقتل بعضنا او من يختلف معنا , وهو الذي لم يستخدمه الا لاتمام مكارم الاخلاق واحقاق حق هنا اوهناك .
 كم بكينا على نبينا عندما سُب واتُّهِم وعندما اردنا نصرته استخدمنا اول الوسائل التي رفضها هو وحاربها – القتل والحرق وتخريب المنشآت العامة والسب والكلام البذيء …
هل نحن فعلا غير قابلين للانصلاح و التصرف بعقلانية اواللجوء الى ثقافة الحوار مع الاخر المختلف معنا في الراي ام ان هناك من يدفعنا لمثل هذه التصرفات ويرسخ فينا ثقافة العنف وبانتظام…

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب