شهدت العملية السياسية العراقية اضطرابات كثيرة كان يمكن للكثير منها أن يقبر في مهدها ، لكن ماذا نقول حين نرى من يتلاعبون بما تحت (الرماد) لكي يشعلوا من جديد النار التي كادت تنطفئ ؟. كاذب من سيقول أن العراق لن يتأثر بالذي يجري في دول الجوار أو لنسمي صراحة (أحداث) سوريا التي دخلت منعطفاً حاسماً. العراق وعبر قيادته العليا أو ما تسمى بالاتحادية التي حوا مفردتها الدستور العراقي الذي سبق وأن نبهنا منه وقلنا أنّ فيه (ألغام) كثيرة يجب أن تشخّص ومن ثم إبطال مفعولها ، لكي لا تصيب أي من أفراد الشعب العراقي وتجعله يعيش آمناً مستقراً لا تفرّق بين مسمياته درجات (عليا) أو (دنيا) .. هناك من أخذ يشعر بالعراق أنّه مواطن من (الدرجة الأولى) وما عداه يأتي بالدرجات الأدنى منه .. أبرز هؤلاء ، هم من يراهنون على نسبهم (الآري) الذي يفاخرون به وكأنّهم من يجب أن يتقدموا الفيالق التي تناسلت بعد خروجها من (ظهر) آدم و(بطن) حواء !. شدّ انتباهنا قبل أيام ما قام به الابن الصغير للعراق أو ما اصطلح على تسميته بعد أن تمادى (العاق) الذي ظنّ أنّه وبعد أن امتلك (القرون) قادراً على (نطح) بطن الأم التي أنجبته ليتخلّص منها ومما قد يكون في (بطنها) لأنّه يرى نفسه الأهم والأولى بكل شيء. النرجسية مرض يصيب الأفراد (فرادى) ، لكننا بتنا نرى هذا المرض اليوم وهو يصيب (مجتمعاً) تم تهيئته لتقبّل العيش متفرّداً ومنفرداً حتى وإن كان ذلك العيش على حساب الآخرين من الأغلبية (الأكثرية) التي وضعت تحت فكي كماشة (الأقلية) التي راحت تتحرّك على الوطن ومن يعيش فيه كما تتحرّك حجارة الرحى على حبّات القمح!. بلد يريد أن يخرج من حالة الضعف التي فرضتها عليه الظروف ، بحث عن التسليح لإعادة اعتبار البلد وإرسال الرسائل إلى دول الجوار أن اتركونا وشأننا لأننا قادرين على العودة واستعادة مكانتنا وهيبتنا. سكتت دول الجوار ، لأنّها تعلم بعزم العراقي إذا نوى على شيء فإنّه سيفعله ، لكن هذا الحال وجد من يريد إجهاضه داخلياً وهنا نقصد من يحملون أو يحتمون ب(قبج) أربيل الذي نهب كل شيء مفيد وجده في المحافظات العراقية (عملة صعبة واحتياط الذهب والسندات والاتفاقيات الخارجية والأسلحة بكل أنواعها من المسدس إلى الدبابة والطائرة ،مروراً بالعجلات المدنية والعسكرية وكافة أنواع المدافع والهاونات التي يمكن مشاهدة الكثير منها في منطقة شقلاوة بالقرب من مبنى البرلمان الكردي الذي يفترض أن يكون الابن الصغير للبرلمان الكبير ولكن ..). لقد امتلكت قوات البيش مركه أغلب أسلحة الجيش العراقي الذي تم حلّه بمؤامرة كردية واضحة المعالم كان بطلاها مسعود وجلال ، لأنّهما يعلمان أن وجود الجيش العراقي بقوّته التي عرف عنها ، سيشكّل خطورة على طموحاتهم إن هم حاولوا (الأكراد) ابتلاع العراق .. تم التخلّص من خيرة أبناء الجيش العراقي ، ليفقد الأخير هيبته التي كانت كفيلة لوحدها تقبر التطلعات غير الشرعية لمن نزحوا من الجبال ليستقروا بالمدن. لقد شهدت الأيام الماضية صحوة مالكية هزّت أركان آل برزان الذين كشّروا عن الأنياب الملوّثة بدماء العراقيين ومن كل الأنواع. حيث لم يرحم بنو برزان ولا زملاء دربهم الأعداء الأصدقاء آل طالبان النسر أو الصقر العراقي ، ليسلّطوا على هذين الطائرين (القبج) الذي مهما امتلأ جسده وثقل وزنه ، سيبقى يتحرك ببطء على الأرض ، لأنّه لا يقوى على الطيران .. هكذا خلقه الله وعليه أن يؤمن بالذي هو عليه ولا ينظر إلى مناطحة العمالقة ومنها طائر (العنقاء) الذي ما أن يطير حتى يحجب أشعة الشمس بأحد جناحيه. ليتكم تعرفون هذه الحقائق يا زعماء الأكراد وتثوبوا إلى رشدكم وتتركوا للحكومة الاتحادية التي فرضتم تسميتها بأنفسكم أن تقوم بعملها ويطوف جيشها الذي هو جيش العراق ، كل شبر في الأرض العراقية ، ليفرض الأمن والنظام ويقلّم أظافر نمت وتريد أن تنغرس في رقبة الوطن الذي سيبقى عصياً على الطامحين ممن عليهم مراجعة التاريخ ليعرفوا إلى أي مدى يمكن للقبج أن يصل !. القوات العراقية تمنع من دخول زمار وسنجار وربيعة والكثير من أقضية وقصبات الموصل بداعي أنّها ستستفز قوات (البيش مركه) التي مهما فعلت لن تصل إلى ما نسبته (1%) من مكانة الجيش العراقي الأقدم في المنطقة. على من يجلسون على عرش إمارة كردستان أن يصحون ويعرفون أن عملية مدّ الحبل التي كانت عليها الحكومات العراقية السابقة أي التي ظهرت في العصر الديمقراطي ستنتهي ، لأن العراق تعوّد أن يكون قوياً وهو لا يستطيع أن يفرّط بقوّته ومكانته كلاعب أساسي في المنطقة ، لذا على البيش مركه وغيرهم أن يحذروا ولا يستفزوا الأسد الذي صحا من نومةٍ طالت وقطعاً هو جائع ، لذا لا تستغربوا أن يبدأ بالقبج إذا كان الأخير يخربش بمخالبه .. المالكي اختار فرض القانون على الأرض العراقية. والقانون يجيز للجيش العراقي التواجد على أرضه الممتدة من زاخو إلى الفاو ، لذا لا تعبثوا مع ممثل الشرعية العراقية وكفاكم ما نهبتم من خير العراق الذي كان عراقكم حسب ما تقولون وتريدون أن تتخلّصوا منه لتخلو لكم الأجواء لتمرير مخططات لن تسمح بها دول الجوار وساعتها ستستنجدون بالجيش العراقي كما فعلتم عام (1996).