قال صاحب زماننا صلوات ربي عليه :-وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ،فإنهم حجتي عليكم،وأناحجةالله، وهذا معناه إن الأمة لم تترك حتى في غيبة الإمام، فهو يرشد الإمة، ويحافظ عليها من التفكك والضياع، بواسطة نوابه الذين جعلهم حجة علينا، وحتى أن بعض الروايات تزيد أن الراد عليهم كالراد علي والراد علي كالراد على الله،وهذا يعني أن أوامر الفقهاء تلزم ألأمة بالطاعة والإنقياد التام لها .
إن رواي الحديث الذي هو نائب الإمام، وهو المرجع الجامع للشرائط، الذي يتحمل المسؤولية العظمى لهذا المنصب، نجده ذو أفكار سديدة، وعقلية نيرة، بمعنى أنه لا يلقي الكلام إعتباطا، فنحن نعرف أن كلمات قليلة لهذا الرجل تقلب موازين أمورا، سهرت لأجلها قوى الظلام أشهرا بل سنين طويلة، وهناك الكثير من الأمثلة التي لا زالت حية تقرع الأسماع .
نتذكر فتوى السيد الشيرازي (قدس) بتحريم التنباك، الذي أدى إلى إفلاس أحد أكبر الشركات البريطانية، والتي كانت غطاء للتغلغل في ايران، والسيطرة على إقتصادها،وكذلك فتوى السيد كاظم اليزدي(قدس) في قضية الجهاد ضد الإحتلال البريطاني، أو فتوى السيد محسن الحكيم(قدس) بتحريم الإنتماءللحزب الشيوعي،ومطالبة الحكومة بالنظر في مطالب الأكراد، وإعطائهم حقوقهم، وايضا إمتناع السيد الخوئي (قدس) عن إعطاء الوجه الشرعي للحرب العراقية الإيرانية .
اليوم يتكرر الأمر نفسه، حيث أن المرجع الأعلى الإمام السيستاني دام ظله الوارف، وجد أنه من الوجوب عليه أن يتدخل بعمل سريع، ليحفظ للعراق وجوده بعد أن تهدد هذا الوجود بألإزالة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، الذي وخلال فترة قصيرة لا تقدر بالأيام، ولكن بالساعات إنهارت المؤسسة العسكرية، ولتنجلي الغبرة عن سقوط ثلث العراق . فكانت الفتوى الشهيرة بوجوب الجهاد الكفائي، الذي قلب الموازين، وقال لداعش توقفوا، فقد بدأ العد التنازلي لوجودكم .
هذه هي المرجعية، وهذا هو دورها القيادي في المجتمع، وهذا الدور جاء من المكانة الحقيقة التي تبوأتها المرجعية منذ بداية تشكيلها، ولحد اليوم،والمتابع للأخبار يمكنه الجزم أن مصطلح صمام الأمان، هو أدق وصف لما تتبنته المرجعية الدينية في العراق، في سبيل الحفاظ على وحدة المجتمع، ودرأ خطر الاقتتال الطائفي، ورسم الصورة الواضحة للسياسيين، ووضع خارطة الطريق المثلى لبناء وطن واحد موحد، يجتمع فيه كل طوائفه وأعراقه ومذاهبه وأفكاره السياسية، وأعرافه الإجتماعية