نعرف جيدا ان هناك وسائل اعلامية كثيرة ، نصبت العداء للعراق وعملت ما بوسعها للنيل من الامكانات والمعنويات لقواتنا المسلحة منذ اليوم الاول عن اعلان شن الحرب على الارهاب وعناصره المارقة بعد احتلال جزء من اراضينا من قبل عصابات داعش التكفيرية . لم تنفك تلك الوسائل بالتحريض والتدليس و التشويه المقصود لبث روح الاحباط والنيل من معنويات العراقيين ومحاولة زرع الشك و فقدان الثقة بقدرات قواتهم المسلحة في تحقيق النصر على تلك عصابات بعد تضخيمها وتهويل قدراتها . يمكننا ان نقول ان تلك الوسائل كانت داعما ومعينا للارهاب التكفيري بما تطرحه من مواد اعلامية كاذبة بتلفيق مقصود النوايا لزرع الفتنة والفرقة الطائفية بين مكونات شعبنا ، اي كانت بالحقيقة وجه اخر من الارهاب بالترويج لبياناته ومقاطع تصويره لضحاياه لغرض الترهيب والتخويف ، اي تلك الوسائل كانت الناطق الرسمي لها. اضافة لذلك ان عصابات الارهاب استغلت كل وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة لبعث رسائلهم وافكارهم واكاذيبهم بحرية تامة بتوظيف الشبكة العنكبوتية لما يمتلكون في هذا المجال لاغراضهم العدائية المقيتة ، كانت تتصاعد المراهنات في اروقة المعنيين بالاعلام ووسائله على عجز الاعلام العراقي في توحيد خطابه ومواجهة الماكنة الاعلامية المتحالفة ضد العراق مع بدء انطلاقة عمليات التحرير من عصابات داعش .
لذلك كان التحدي كبيرا لوسائل لاعلام العراقي بالتعامل مع هذه الحرب الشرسة الكبيرة بمهنية تتناسب مع استحقاقاتها والتصدي المقابل للاعلام المضاد المعادي على المستوى المحلي او الدولي . التجربة الغنية التي جسد الاعلام العراقي من خلالها الهوية الحقيقية الوطنية للاعلام باعتباره لسان حال الشعب وضميره الحي ، وقفتنا القصيرة عن تلك التجربة الرائدة للاعلاميين العراقيين بتناغم وتناسق وتكامل عملهم الاعلامي مع مسيرة التحرير لابطالنا البواسل في قواتنا المسلحة لحظة بلحظة في تنفيذ العمليات العسكرية الصعبة ونقل الصورة حية بصدق وتجرد عن المعارك الضروس التي دارت رحها من بيت الى بيت في جميع المعارك واخيرها معركة تحرير الموصل ، حيث نقلنا الاعلام الى ساحة المعركة لنعيش تفاصيلها ونرى الشجاعة في ارقى مراتبها البطولية لقواتنا المسلحة بكل مسمياتها ، رؤية العزم والاصرار والتسابق والاقدام على تنفيذ الواجبات والمهام القتالية امام الانتحاريين والسيارات المفخخة بالروح المعنوية العالية ، رأينا التضحيات الجليلة لشهدائنا الابرار في ساحة الوغى ،اخذنا نستنشق غبار المعركة ونتحسس نيرانها من خلال الصورة والصوت . رأينا الأيثار في اعلى درجاته خلال محاولات انقاذ العوائل المدنيين من براثن وحوش داعش وفضح جرائمه ، في ذات الوقت انكشف الغطاء عن وهن وجبن الاعداء وتوسلاتهم الذليلة عند وقوعهم بيد ابطال قواتنا المسلحة لتمحى بذلك الاسطورة الوهمية التي حاول الاعلام المضاد بماكنته الكبيرة ان يغرسها في الاذهان عن قوة العدو التكفيري.
لذا اصبح نجاح التاثير المعنوي لوسائلنا الاعلامية جلياُ بامتياز من خلال التصدي للاعلام المتحالف مع العدو وادواته ودحض افتراءته والتصدي له بالمصداقية ، حيث استطاع زرع الثقة والقناعة والشفافية بالنقل الحي لمجريات المعارك والعمليات العسكرية وتوثيق انتصارات قواتنا المسلحة ، وامام عدسات كاميراتهم سقط العديد من زملائنا شهداء الواجب الاعلامي الوطني . بذلك كان الاعلامي العراقي دوره مع المقاتل جنب الى جنب في صنع النصر العراقي. (لا يمكنك الانتصار إذا كان بمقدورك قبول الهزيمة).