23 ديسمبر، 2024 8:41 ص

عندما يموت الوطن فلن تسعفه الكمامات…

عندما يموت الوطن فلن تسعفه الكمامات…

قبل عامين ظهر على شاشة قناة الشرقية حلقة تلفزيونية من حلقات الفنان اياد راضي وقد سماها
((كما مات وطن))
وان قراءة هذه العبارة له مفهومين لغويين ولكن المعنى واحد فالوطن الذي وصل الى مرحلة الكمامات يعتبر ميت سريرياً ولامجال لاسعافه….
لقد جسد الفنان العراقي في هذا المشهد التمثيلي المعنى الحقيقي للمعاناة التي تمر بها الام العراقية الصابرة البطلة بمقولته الشعبية الشهيرة
(( اويلي عليچ يمه ))
قالها بحسرة عراقية اثناء لحظات استشهاد اخيه في ساحة التظاهرات ليلتحق بأخيه الطبيب الذي استشهد قبله بايام والذي درس وتعلم من اجل الحصول على اعلى شهادات العلم في مجال الطب لخدمة الإنسانية…..
الطبيب الذي خدم في الجيش الابيض وهو يكافح اخطر الاوبئة والفايروسات وهاهو يذهب برصاصة طائشة تنهي حياته الى الابد….
نعم لقد جسد هذا المقطع معاناة شعب بأكمله يريد ان يعيش بأمن وامان..وخاصةً بعد ان عاش العراقيين الأمرين في ظروف الدكتاتورية المتسلطة وظروف الديمقراطية المزيفة ولم يحصدوا الا نتيجة واحدة صندوق فيه قتيل وملفوف بالعلم العراقي….
وهكذا هو حالنا وعلى واقعة هذه المعاناة اردت ان ارثيك ياوطني بهذه الكلمات التي لن يقرأها مسؤول وحرامي وطن وانما يقرأها اهالي الشهداء والفقراء الذين يبحثون عن فرحتهم تحت مسميات الحزن فأي وطناً انت مشتت الافكار لا تقبل النصيحة دوماً…..
اي وطناً انت لم تشبع حتى من الدماء….
يكفينا فخراً نحن ابناءك ان نجوع ونبحث عن لقمة العيش ولانستطيع شراء الدواء لامراضنا المزمنة ويخزيك عارٌّ وغيرنا يشبع من ثرواتك ويعيش حياته الداجنة بين الطرب والرقص مع الفاشينيستات وهم يمتلكون السيارات المطلية بالذهب والقصور المليئة بالخدم والحمايات الخاصة…….
ياوطن الحفاة وهم يعيشون على سلة المهملات والهامش المنسي..
ياوطن الجبابرة والنمرود والطغاة..واصحاب المليارات المفقودة والايادي الخفية…
يُقتل فيك الفقير وتُقطع يده من اجل لقمة الخبز
ويكرم فيك المحتال والمرائي والطاغية وتقبل يده ليصبح سيد القوم ويجلسونه المداهنون والمنافقون في الصدارة…..
لقد اوجعتنا السياسة ورجالاتها فيك ياوطني… فقمنا بتضميد جراح الماضي والان نبحث عن ضماد لجراحات الحاضر والمستقبل..
يكفينا اننا نبكي على انفسنا فجراحك فينا عميقة ومازلنا نتشبث بكلمة وطن… لا حقوق لدينا ونحن من بني البشرية وغيرنا في دول الديمقراطية ينادي بحقوق الحيوان ..
فاي عدالة في هذا الوطن الذي لا يميز بين البهائم والإنسان!!!!!!!!
لقد قتلتنا ايها الوطن وطعنتنا في خاصرتنا في السيف الذي قاتل به اجدادنا. ومازالت جراحنا تنزف بالدم الاحمر وعيوننا يغمرها الدمع الحار ونحن نودع يومياً قوافل الشهداء…. وها هو العمر يمشي وقد اشرقت عليه شمس الستينات ومازلت ارى الشباب فيك ياوطني ملفوفة اجسادهم بالعلم العراقي فوق السيارات ليواروهم اهلهم واصدقاءهم التراب وليتركوا خلفهم أُمٌّ تولول بصرخاتها وصيحاتها تفطر القلب…
واحزناه عليك ياوطني ابنائك وعوائلهم لم يجتمع شملهم يوما الا في مراجعة دوائر التقاعد ودوائر التنفيذ والقسام الشرعي وحجة الوصاية…
أسفي عليك ياوطن ونحن نودعك ولم نجد فيك شيء جميل سوى احلام نصنعها بأيدينا غالباً ما تكون من الماضي لأن المستقبل مبهم ومجهول….
ماذا تريد منا ياوطن وانت لم تعلمنا في الجغرافية مساحة المقابر ومدى توسعها واظنها اصبحت ذات مساحات كبيرة جداً…
ياوطن المشردين والمحرومين والبائسين العراقيين.. ياوطن السراق ولصوص السياسة وسياسيي الصدفة الخضراويين.. ماذا بقى لديك وقد وضعوا الكمامات على مبسمك وتعريت عن حقيقتك وأسكتنا سوط السلاطين عن المطالبة بحقوقنا الشرعية..
فاصفح عنا وساعدنا نحن الفقراء على الرحيل بعيدا عن دكتاتوريتك المخيفة وديمقراطيتك المزيفة …
فكل شيء انتهى ولم يبقى منك سوى كلمات مؤثرات ينطقها لسان العقلاء من ابناء قومك …
(((لقد مات الوطن)))