23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

عندما يموت الوطن فلن تسعفه الزائفات

عندما يموت الوطن فلن تسعفه الزائفات

قبل يومين ظهر على شاشة قناة الشرقية حلقة تلفزيونية من حلقات الفنان اياد راضي وقد سماها
كما مات وطن حيث تقرأ هذه العبارة بمفهومين لغويين ولكن المعنى واحد فالوطن الذي وصل الى مرحلة الكمامات يعتبر ميت سريريا.. لقد جسد الفنان المعنى الحقيقي للمعاناة التي تمر بها الام العراقية الصابرة البطلة بمقولته الشعبية الشهيرة (( اويلي عليچ يمه )) عندما شاهد استشهاد اخيه في ساحة التظاهرات ليلحق باخيه الطبيب الذي استشهد قبله بايام والذي درس وتعلم خدمة الإنسانية الطبيب الذي خدم في الجيش الابيض وهو يكافح اخطر الاوبئة والفايروسات.. نعم لقد جسد هذا المقطع معاناة شعب باكمله يريد ان يعيش بامن وامان… لقد عاش العراقيين الأمرين في ظروف الدكتاتورية وظروف الديمقراطية ولم يحصدوا الا على نتيجة واحدة صندوق فيه مقتول ملفوف بالعلم العراقي…. وهكذا هو حالنا وعلى واقعة هذه المعاناة اردت ان ارثيك ياوطني بهذه الكلمات التي لن يقرأها مسؤول اوحرامي وطن وانما يقرأها اهالي الشهداء والفقراء الذين يبحثون عن فرحتهم تحت مسميات الحزن فأي وطناً انت مشتت الافكار دوماً
اي وطناً انت لم تشبع حتى من الدماء
يكفينا اننا نجوع وغيرنا من ثرواتك يشبع…
ياوطن الحفاة وهم يعيشون على سلات المهملات
ياوطن الجبابرة والنمرود والطغاة
يقتل فيك الفقير وتقطع يده من اجل لقمة الخبز
ويكرم فيك المحتال والمرائي والطاغية وتقبل يده
سياساتك اوجعتنا.. فضمدنا جراح الماضي وقمنا نبحث عن ضماد لجراحات الحاضر والمستقبل..
يكفينا ان نبكي انفسنا فجرحك فينا عميق ومازلنا نتشبث بكلمة وطن… لاحقوق لدينا وغيرنا ينادي بحقوق الحيوان .. فاي وطناً هذا لايميز بين البهائم والإنسان …لقد قتلنا ايها الوطن وطعنتنا في خاصرتنا في السيف الذي قاتل به اجدادنا…. ومازالت جراحنا تنزف بالدم الاحمر وعيوننا يغمرها الدمع الحار ومازلنا نودع قوافل الشهداء وهاهو العمر اقترب من شمس الستينات ومازلت ارى الشباب ملفوفة بعلم فوق السيارات ليوارونهم اهلهم واصدقاءهم التراب وليتركوا خلفهم أُماً تولول وصيحاتها تفطر القلب…
واحزناه عليك ياوطني ابنائك وعوائلهم لم يجتمع شملهم يوما الا في مراجعة دوائر التقاعد ودوائر التنفيذ والقسام الشرعي وحجة الوصاية…
أسفي عليك ياوطن ونحن نودعك ولم نجد فيك شي جميل سوى احلام نصنعها بايدينا واما ان تكون ماضي او مستقبل مبهم مجهول….
ماذا تريد منا ياوطن ونحن وانت لم نتعلم في الجغرافية مساحات المقابر ومدى توسعها واظنها اصبحت كبيرة جداً…
ياوطن المشردين والمحرومين والبائسين العراقيين.. ياوطن السراق ولصوص السياسة وسياسيي الصدفة الخضراويين.. ماذا بقى لديك وقد البسوك الكمامات وتعريت عن حقيقتك وسكت عن حقك.. فاصفح عنا وساعدنا نحن الفقراء على الرحيل.. فكل شيء انتهى ولم يبقى منك سوى كلمة مات الوطن!!!!!!!!