10 مارس، 2024 3:36 م
Search
Close this search box.

عندما يموت الضمير ويغيّب العقل عندها تحكم الغرائز الحيوانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد اصبحت المواقف الازدواجية التي نعيشها اليوم ويتسابق بها الإعلام وتتفاخر بها الحكومات مرض العصر الذي تصيب اثاره السلبية كل فئة من فئات المجتمعات وتجعل للمظالم غطاء شرعي وقانوني مما يؤدي الى انعدام الثقة وتفسخ العلاقات والروابط ما بين الشعوب وفئاته المختلفة عرقياً أو دينياً .

ومن المواقف المزدوجة التي عاشتها الإنسانية موقف الطبقة السياسية في فرنسا ومؤيديهم من الشعب الفرنسي من رئيسة الإتحاد الوطني بجامعة السربون مريم بوجيتو المرأة المسلمة اللطيفة المحجبة ذات التسعة عشر ربيعاً والتي خرجت في مقابلة تلفزيونية لتعبر عن رؤية نقابتها الطلابية حول مشروع إصلاح طلابي طرحته الحكومة ، لكن حجاب مريم الذي تلفه على رأسها أثار لغطاً في الشارع الفرنسي مما دفع وزير الداخلية جيرار كولومب الى انتقاد مريم وحجابها بأقسى العبارات حتى ربط حجابها بالتنظيم الإرهابي داعش ورفض وجود الحجاب ما بين طلاب الشعب الفرنسي وبالمقابل المعلم سيلفان ذو الوشم الذي يغطي الوشم كامل جسمه بنسبة 100% ويلقب بنينجا جوكر وتلامذته يخافون منه بسبب وشمه المرعب وقد رفع دعوى اهل التلاميذ الى وزارة التعليم من اجل ايقافه عن التدريس ولكن الوزارة رفضت لان الوشم من الحريات الشخصية وفرنسا تحترم الحريات الشخصية ؟؟؟؟ ، وطالبان الإرهابية تعطى حكم افغانستان على طبق من جماجم الأبرياء واليمنيون يمنعوا من تقرير مصيرهم وتشن عليهم السعودية والإمارات والمرتزقة من السودان ودول أمريكا الجنوبية وجميع الاستخبارات الغربية والإسرائيلية حرب ضروس لأنهم فقط أرادوا حريتهم واستقلالهم ؟؟؟ وتقتل السعودية أبناء الشعب اليمني بصورة إرهابية مفجعة بمختلف الاسلحة المتطورة من طائرات وصواريخ وغيرها من اسلحة الفتك الأمريكية المتطورة ويصرح وزير الخارجية الأمريكي ان مساعدتنا للسعودية من أجل حمايتها من صواريخ اليمنيين ؟؟؟؟ ، تجميد الحكومة العراقية للمعاهدة الصينية – العراقية التي لا تكلف العراق أي مبلغ نقدي سوى ما تأخذه الصين من نفط وتبني البنية التحتية للعراق وبالمقابل توقيع معاهدة مع مصر والأردن من أجل الحصول على الكهرباء من مصر تكاليف هذه المعاهدة جميعها على العراق وفوائدها تجنى من قبل مصر والأردن الفقيرتان واللتان لا يملكان شيء إعطاءه للعراق ؟؟؟ مدينة البصرة تصدر أكثر من 90% من نفط العراق تبقى على خرابها ولا تبنى ولا تمتلك حتى ماء صالح للشرب وبالمقابل يبنى كردستان من نفطها وتنفذ به أرقى المشاريع ؟؟؟؟

وهذا غيض من فيض وما أكثر المواقف الازدواجية التي تقوم بها الحكومات والقيادات السياسية ونعيشها اليوم وهذا جميعه نتاج موت الضمير وهو القوة المحاسبة الكبرى داخل كل انسان وتغيّب العقل عندها سوف تتحكم بالقرارات الغرائز الحيوانية من شهوة و أنا وحب السلطة والمصالح الشخصية والحزبية وتباع حقوق الإنسان و المبادئ والأخلاق بأبخس الأثمان ويبقى البشر مجرد كائن حي لا يمتلك مقومات الإنسانية وتحركه الغرائز الحيوانية .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب