يبدو ان الدكتور اياد علاوي قد اختلطت عليه الجفرافيا الى درجة يظن من خلالها ان مدينة عمان عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة هي عاصمة العراق وليس مدينة بغداد الخالدة التي كانت حاضرة الدنيا على امتداد قرون عديدة وانطلق منها شعاع العلم والمعرفة والتقدم والرقي الى اقاصي بعيدة بالاف الكيلومترات عن هذه المدينة التي لها اجمل الذكريات في قلب كل عراقي. ولا تختلف بغداد عن مدينة عمان التي تفتخر بجمالها وطبيعتها الجبلية الساحرة واهلها الطيبون والمضيافون حتى ليشعر الانسان انه بين اهله وذويه وعشيرته. لقد اتخذ الدكتور اياد علاوي من العاصمة الاردنية عمان وليس بغداد مقرا لنشاطاته وتحركاته السياسية بحيث ان قمنا بحساب الايام التي يقضيها علاوي في بغداد لنجدها اقل بكثير من تلك الايام التي يمضيها في عمان حتى ان الرجل يمتك في عمان دارا فاخرة وحرسا خاصا ومكتبا يعمل فيه مجموعة لا باس بها من الموظفين ومجهز باحدث وسائل الاتصال. ان غياب علاوي الطويل عن العاصمة بغداد جعله غريبا بشكل او باخر عن مجريات الاحداث اليومية بالمدينة وفاقدا لحس ونبض الشارع العراقي ومعاناته وعدم القدرة على المتابعة والقيادة والتوجيه المباشر وهي امور في غاية الاهمية للقائد السياسي الذي يطمح الى التغيير وفقا للحاجات الجماهيرية والشعبية والتي تتم من خلال المعايشة الميدانية وليس عن طريق السمع والنقل وهما مهما بلغا لا يمكنا ان يرقيان الى مشاهدة العين والاحساس المباشر والمعاناة التي يتعين ان يتحملها السياسي الذي قرر ان يتصدى للظروف السياسية والاقتصادية والامنية التي يعيشها بلده .ان بقاء علاوي لفترات طويلة في عمان او لندن او غيرها من المدن العربية والاجنبية ومهما كانت الاسباب والذرائع افقدته الكثير من صفات ومميزات القائد الميداني الذي يتعين عليه ان يكون حاضرا وسط شعبه وضاربا المثل في التضحية والايثار والقدوة التي لم يتمكن الدكتور اياد علاوي من تجسيدها في الواقع حتى ان قطاعات عريضة من الذين اعطوا اصواتهم في الانتخابات الماضية لم يتسن لهم اللقاء مع علاوي او معرفة شكله الا من خلال اجهزة التلفاز والقنوات الفضائية التي برع والحق يقال علاوي في استثمارها في توجيه الانتقادات لمواقف وتصريحات نوري المالكي وسياسيين اخرين بحيث شكلت شغله الشاغل وتتضمن تحريضات وتهديدات ووعود لم يتم اختبارها على صعيد الفعل والتطبيق. لقد وقع الدكتور اياد علاوي اسيرا في كل حركاته لنظرية المؤامرة والاغتيال وهو امر شكل حاجزا بينه وبين الشعب الذي يتعرض يوميا الى العشرات من التهديدات بالانفجارات والعبوات الناسفة واللاصقة ويعاني الامرين من نقص الخدمات والفقر والجوع بينما يتمتع علاوي بكل مباهج الحياة خارج حدود العراق وهو امر افقده المصداقية وتحولت طروحاته وبرنامجه الانتخابي الى الجانب النظري الذي لم يخبره التطبيق فيحق لنا ان نتسائل عن امكانية قدرة علاوي في القيادة وتحمل متطلبات المرحلة الانتقالية نحو التغيير وهي مرحلة اقل مايقال عنها انها لن تأتي طاعة وانما ستكون زاخرة بانواع مختلفة من التحديات المصيرية والتي تتطلب رجالا من طراز خاص ولهم بعض من صفات الانبياء والرسل وهي امور اعتقد وفقا لمعطيات كثيرة انها غير متوفرة في الدكتور اياد علاوي مع الاسف.