18 ديسمبر، 2024 9:09 م

عندما يكون السياسي قائداً

عندما يكون السياسي قائداً

بزغت شمس الاربعاء، في ٢٨ يوليو 1971على مدينة بانقيا والتي تتميز بثقافتها, وعلومها الدينية, حاملةً معها البشرى، بقدوم اول غلام، في بيت “السيد عبد العزيز الحكيم” (رضوان الله عليه) والذي اسماه (عمار) فإستبشروا به خيراً، بعد حزن دام حولاً كاملاً، على رحيل جده المرجع العالم لشيعة العالم آنذاك، والذي كان اسمه لامعاً في كل انحاء المعمورة، الذي كان معروفاً بمواقفه السياسية اتجاه حكومات العراق ابان مرجعيته، كبر ذلك المولود حتى صار فتى تميز عن غيره بنباهته وذكائه، ليبدأ هجرته مع عائلته في عام ١٩٧٩ الى “ايران” ليكمل دراسته الابتدائية والثانوية في عاصمتها، ثم اكمل دراسته الجامعية في (جامعة العلوم الاسلامية) في مدينة “قم” ليحصل بعدها على “شهادة القانون”.
وكان المقرب والمبعوث الشخصي لعمه (السيد محمد باقر الحكيم) في العديد من البلدان قبل رجوعه إلى العراق، اشرف في المهجر على (مدرسة دار الحكمة للعلوم الاسلامية العربية التاريخية) واشرف على (مؤسسة دار الحكمة) شارك في ندوات فكرية وثقافية وسياسية والقى محاضرات عدة وشارك في عدد من المؤتمرات الدولية في الفكر وحوار الأديان.
وبعد وفاة والدة رحمه الله تولى زعامة ” المجلس الاعلى الاسلامي العراقي” فلم يكن اختيارة لتلك المسؤوليات عفوياً او مجماملةً، وإنما لذكائه وحكمته ورؤياه الثاقبة في الكثير من المجالات، طرح عدة مشاريع ومبادرات، كان الهدف منها انقاذ البلد، وإنتشاله من الفوضى التي المت به، مثل: (انبارنا الصامدة) وكان الهدف منها حقن الدماء, والحفاظ على البلاد والعملية السياسية من الضياع، ثم قدم مشروع (الدولة المدنية) الذي غييب نهائياً، لأن هدف المشروع هو تأسيس دولة مدنية, دولة مؤسسات, دولة تحفظ حقوق الشعب، وهناك الكثير من المشاريع والاطروحات التي لا يسع المجال لذكرها. والتي جوبهت من الخصوم بالاعلام الفاسد والمأجور لتسقيطها والنيل منها، قبل ان ترى النور،
تقلد منصب (رئيس التحالف الوطني) الذي كان ميت سريرياً منذ اكثر من ستة سنوات تقريباً، جمع خلالة كل الاطراف الشيعية ليجعل كلمتهم موحدة ومسموعة بين الفرقاء السياسيين، التقى وبإجتماعات متواصلة بكل قادة وزعماء الكتل السياسية الاخرى، ليبين لهم رؤياه من العملية السياسية فورسم خارطة طريق واضحة للسير عليها، مع المحافظة على كل الحقوق والمكتسبات، عمل على ابعاد فكرة تقسيم ” الموصل” على اساس طائفي اوعرقي اواثني،اقنع الاكراد  بعدم الانفصال عن العراق في الوقت الحالي، وكان من اهم المكاسب، هو دخول الجيش والحشد الى كردستان، وإشراك البيشمركة مع القوات الامنية في الحرب ضد داعش الارهابي، لتحرير الموصل وتحت قيادة غرفة عمليات موحدة، وهذا لم يحدث سابقاً اطلاقاً.
اقنع مكونات (التحالف الوطني) ان يتفقون على مشروع كبير وهو (مشروع التسوية) الذي عمل عليه اصحاب المصالح الدنيئة واصحاب المكاسب الانتخابية، على النيل منه والهجوم عليه، مستغلين بذلك الاعلام المأجور، الذي بتلاعب بعواطف ومشاعر الناس، مستغلاً بذلك جهل البعض.
تبنى وبكل قوة مشروع كتلة المواطن، قانون “الحشد الشعبي” الذي تخوف منه الطرف الآخر، وهو القانون الذي يحمي كافة حقوق متطوعين الحشد الشعبي من (مقاتلين, وجرحى, وشهداء, ومفقودين) وحمايتهم من الاستهداف وجعلهم قوة مرادفة للقوات الامنية، لما يتميزون به من عقيدة راسخة وارادة قوية واضحة، وايمان مطلق بقضيتهم وهي قضية بلد كامل، فكان حظورة واضحاً للعيان، مما اضطرة للحظور الى مبنى مجلس النواب، للإطمأنان عليه والتأكيد على تمريره،
 الحكيم هو ذلك الشاب الطموح، القريب من المرجعية الدينية، المقبول عند اغلب الاطراف السياسية، وصاحب الخبرة السياسية العميقة، التي اكتسب اغلبها من مرافقته لعمه القائد السياسي اية الله العظمى السيد (محمد باقر الحكيم)، وملازمته لوالدة السيد (عبد العزيز الحكيم) رحمهما الله حيث كتب عنه (الن اوبراين) المحلل السياسي البارز في (صحيفة الغارديان البريطانية) متحدثاً عنه بأن “له مستقبل كبير في عالم السياسة” وهذا ما لمسناه منه خلال كل الفترات السابقة، والحالية اثناء تولية قيادة الشيعة من خلال رئاسة (التحالف الوطني)