6 أبريل، 2024 9:06 م
Search
Close this search box.

عندما يقول مقتدى صه يسكت الجميع

Facebook
Twitter
LinkedIn

ما حدث يجب ان يستفز الباحثين عن مفهوم القائد، لأنه ما ان انتهى السيد مقتدى من كلمته، وهي من نوع السهل الممتنع، حتى وقف اطلاق النار وانسحبت المتظاهرون والمسلحون بانسيابية غير معهودة، حتى في شجار الأفراد في الأحياء والمدن والشوارع، يتطلب نزع الفتيل ساعات وربما أيام، لكي تخمد امتدادات النزاع، وتنتفي الخروقات، بل ان الهدن القتالية بين الجيوش تبدأ مع نهاية يوم أو بداية يوم جديد، مثلا يتوقف القتال منتصف ليل أو بداية نهار.

ليس ساعة، بل ستون دقيقة، المدة التي حددها السيد مقتدى للانسحاب، فالدقائق هي معيار وقت الالتزام بالأمر، وليس الساعات، ولكن المتظاهرين والمسلحين لم ينتظروا دقيقة واحدة بعد جريان الأمر بالانسحاب، انسحبوا حال انتهاء الكلمة.

لست من التيار الصدري، ولم انتسب له يوما واحدا، ولكنني لست عدوا للتيار، بل ربطتني مع منتسبيه علاقات ود في المهجر والوطن، وكنت أجد فيهم طاقة بشرية كبيرة يمكن تحريكها في اتجاه تحقيق أهداف وطنية وشرعية، فهم علاوة على قدرتهم على الاندفاع وشجاعتهم في المواجهة، ينطوون على غضب كانت قد سببته سياسة الدكتاتور الاقصائية، والدموية، فكانوا تشكيلا عبأته عبثية نظام صدام، وسياسة حزبه البائسة، ليكون من طليعة فصائل التغيير، وكانوا منفتحين على الجميع، ولكن الجميع اعرضوا عنهم، بموقف لا يفرق عن موقف صدام من المنتفضين عليه يوم اطلق عليهم صفة الرعاع، مع فارق ان المنتفضين أرادوا قتل صدام، في حين أسهم الصدريون في وصول بعض الذين خاصموهم إلى الحكم.

اليوم أرسل مقتدى رسالة الى الجميع هي أن الشارع الذي تركتموه وراء ظهوركم، منتفخين بشعور نخبوي زائف، هو الذي يصنع الحدث، وأن هذا الشارع يثق بي، ولكنني اثق به أيضا واحرص على سلامته، لن أقوده إلى الموت، حتى مصلحة العراق، ناهيك عن مصالح الإقليم، إيرانيا كان أو سعوديا أو تركيا أو خليجيا، لن اسومها بالدم العراقي، الا لضورة وطنية أو شرعية.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب