23 ديسمبر، 2024 8:51 ص

عندما يقرا المستقبل السيد السيستاني

عندما يقرا المستقبل السيد السيستاني

عندما يقرا المستقبل السيد السيستاني
التفاقمات التي تمخضت عنها العملية السياسية اليوم لها بدايات مسمومة وضعتها عقول خبيثة وصادقت عليها اياد بين المتامرة والجاهلة والتي لا تعي ماذا يعني مستقبل العراق ، بينما كانت اراء السيد السيستاني هي التي تصول وتجول في الساحة السياسية ولسان حاله من حال جده الا من ناصر ينصرنا ، يحذر الطبقة السياسية او ما يسمى مجلس الحكم من الالاعيب الامريكية ( بريمر الخبيث ) ولكنهم يعتقدون بانهم يعون ماذا يفعلون .

هذا الوضع العراقي اليوم هو نتيجة الغباء السياسي بالامس الذي تراكمت بسببه السلبيات التي ادى الى تفشي الفساد بشكل رهيب وانتشار المليشيات المسلحة تحت عدة مسميات ، وعدم حصر السلام بيد الدولةبحيث ان حيازة الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة لدى من هب ودب واصبحت قوة لا يستهان بها ولها كلمتها في الشارع العراقي .

لنعد الى سنوات المحنة العراقية عند بداية الاحتلال وكيف كان يفكر الامريكان وكيف كان راي السيد السيستاني دام ظله

في بيان مكتب سماحة السيد ( دام ظله ) بشأن التقرير الصادر من البعثة الدولية المكلفة بتقصي الحقائق في العراق ٥ محرم ١٤٢٥ وماهية فقرات قانون ادارة الدولة المؤقت وبعض الفقرات الخاصة باتفاق 15 تشرين ففي هذا الاتفاق يقول البيان “تفاصيل محددة تنص على احكام رئيسية في القانون الاساسي تُلزم مشرعي المستقبل” وما نص عليه من ان “ما يتفق عليه مجلس الحكم وسلطة التحالف مما لا يمكن ان يعدل لاحقا”، وايضا ابقاؤه على اقرار “ترقيبات امنية غير مجددة تلزم الحكومة التي ستقام في المستقبل باتفاقيات غير معروفة بعد، بين سلطة التحالف ومجلس الحكم ”

لاحظوا تلزم المشرعين مستقبلا ولا يمكن تعديل الاتفاق بين مجلس الحكم وسلطة التحالف مستقبلا وتلزم الحكومة مستقبلا بالاتفاقات التي تبرم بين مجلس الحكم وسلطة التحالف ، وكلها مبهمة وتفاصيلها السيئة نتيجتها اثارها السلبية على ارض الواقع التي اوصلت العراق الى ما هو عليه اليوم وفي ذلك التاريخ السيد ينبه لها ويحذر اعضاء مجلس الحكم منها ,

وفي رسالة جوابية من سماحته الى السيد الأخضر الابراهيمي تتضمن الموقف من قانون إدارة العراق للمرحلة الانتقالية في ٢٧ محرم ١٤٢٥ماهذا نصه “حيث أملى عليها مجلس غير منتخب هو مجلس الحكم الانتقالي وبالتنسيق مع سلطة الاحتلال قانوناً (غريباً) لادارة الدولة في المرحلة الانتقالية ، كما أملى عليها – وهو الأخطر – مبادئ وأحكاماً وآليات معينة فيما يخص كتابة الدستور الدائم واجراء الاستفتاء عليه “.

لاحظوا قانونا غريبا فرضه الاحتلال ، ولاحظوا الاخطر هو المبادئ والاحكام واليات معينة فيما يخص كتابة الدستور واجراء الاستفتاء عليه ، أي ان كتابة الدستور كانت ضمن السياق الامريكي وفق قانون ادارة الدولة المؤقت وهذا هو استغفال سياسي الغفلة العراقيين فكيف يكون السيد السيستاني مسؤولا عن الدستور ؟ وهاهي اليوم المظاهرات اولى مطالباتها تعديل الدستور الذي ضمنه بريمر الغاما انفجرت بهدوء خلال 16 سنة .

ويعود السيد السيستاني ليحمل الهم العراقي السياسي بان يبعث رسالة في17/4/1425هـ الموافق 6/6/2004 م إلى رئيس مجلس الأمن الدولي يحذر من الإشارة إلى قانون إدارة الدولة في القرار الدولي 1546 وما في هذا القانون من مطبات ومصائب تظلم الشعب العراقي فقد اكد سماحته على ان هذا القانون يصادر حق ممثلي الشعب العراقي المنتخبين بصورة لا نظير لها في العالم ، وبذلك تفقد الانتخابات التي طالما طالبت بها المرجعية الدينية الكثير من معناها وتصبح قليلة الجدوى .

وهذا الذي يحصل اليوم الم تفقد الانتخابات قيمتها وعدالتها عند الشعب العراقي؟ ويعود ليؤكد سماحته ” ان هذا (القانون) الذي يعهد بمنصب الرئاسة في العراق إلى مجلس يتشكل من ثلاثة أشخاص – سيكون أحدهم من الكرد والثاني من السنة العرب والثالث من الشيعة العرب – يكرس الطائفية والعرقية في النظام السياسي المستقبلي للبلد ويعيق اتخاذ أي قرار في مجلس الرئاسة إلاّ بحصول حالة التوافق بين الأعضاء الثلاثة وهي ما لا تتيسر عادة من دون وجود قوة اجنبية ضاغطة”

اليس هذا الواقع المقيت الذي نعيشه من محاصصة مقيتة لا تحل اشكالاتها الا بتدخل خارجي وهو ما اكد عليه سماحته الم يحدث هذا الان ؟

وهنا اكد سماحته في نفس الرسالة على ” ان هذا (القانون) الذي وضعه مجلس غير منتخب وفي ظل الاحتلال وبتأثير مباشر منه يقيّد الجمعية الوطنية المقرّر انتخابها في بداية العام الميلادي القادم لغرض وضع الدستور الدائم للعراق”

وبالفعل اثر هذا القانون السيء الصيت على الدستور الدائم وكأن ما يحصل اليوم قرأه السيد السيستاني قبل 15 سنة ، وكم مرة حاول السيد السيستاني استنهاض همم السياسيين خلال فترة حكمهم بان يكون ادائهم بمستوى المسؤولية والخروج من الالتزامات التي تعهدوا بها للامريكان ولدول اخرى الا انهم لم يعطوا الاذن الصاغية للسيد وهاهم وصلوا اليوم الى طريق مسدود لا يمكن له ان يفتح الا بالغاء الالغام التي وضعها الاحتلال وهذا هو المعلوم من اتفاقاتهم اما الخفية فالله العالم ما هي؟