22 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

عندما يقرأ عدنان

عندما يقرأ عدنان

عاد محملا بعشرات الكتب, من شارع المتنبي, فقد قرر عدنان أن يصبح كاتبا معروفا, لكنه لم يقرأ سابقا الا كتبه الدراسية, ولا يملك أفكار سياسية, ولم يتعرف على عالم القصة  والرواية, كان كل ما قرأه قصة ألف ليلة وليلة, لكنه كان يحلم دائما, بان يكون كاتبا ومفكرا وألان قرر تحقيق حلمه, حيث ذهب الى شارع المتنبي ولبس ما يلبسه الصحفيون والمفكرون, واخذ عديد الصور مع الكتب وفي مقهى الشابندر, وعلى منصة قاعة نازك الملائكة, وعاد للبيت وهو محملا بكيس ثقيل من الكتب.
–    انه كيس ثقيل, فهو يحوي على جميع ما اشتريته من كتب, عندما أكمل قرأتها سأتحول لكاتب, مثل نجيب محفوظ وحنا مينة, بل مثل دستوفسكي, وليس بغريب أن أتفوق عليهم, سأكتب في شتى المواضيع, أفكار كبيرة تجتاح كياني ألان.اخرج الكتب من الكيس, وبدا يرتبها على الأرض, وجلس وسطها وبدا يقلب الصفحات, ويتعمق في أغلفة الكتب ويتصفح العناوين:-    امممم, الكبار يضحكون أيضا, للمصري أنيس منصور, يبدو انه كتاب جيد, هذا المصري يجيد كتابة العناوين, سأكتب عن تجاربي يوما ما, ما هذا العنوان الغريب فرنكشتاين في بغداد, السعداوي أكيد انه مصري أيضا فنوال السعداوي مصرية, ويبدو انه قريبها, امممم خدعني صاحب المكتبة حيث قال أنها قصة عراقية, هكذا هم دوما يضنون أنهم يحتالوا على الطيبون أمثالي, لكن كشفته أخيرا.
تسرب لعدنان الإحساس بالضجر, فيبدو انه اخطأ في شراء بعض الكتب, فهو لا يميل للتفكير المعمق, يرغب بالسهولة والوضوح, ثم امسك طويلا رواية على مذبح الشهوات, فقد أعجبه الغلاف, صورة لامرأة نصف عارية.-    نعم هذه الرواية أعجبتني, العنوان جذاب يا ميشال زيفاكو, أنت الأفضل عندي, تفهم القراءة وما يحبون, الشهوات قضية سياسية ومهمة, ويجب أن اقرأ عنها المزيد, واووو, ما هذا؟وانتبه لغلاف أخر شده كثيرا.
–    هذه تبدو رواية عميق الدلالات “فتاة ليل”والأغرب أن تكتبها فتاة, أمنية عصام تبدو جريئة, أحب النساء الجريئات, هذه الرواية ستنهض في داخلي القدرة على الكتابة, ما لي وعبد الرحمن منيف وسوداوية قصة الشرق المتوسط, سأرجعها لصاحب المكتبة. أحس عدنان بزهو عجيب, فأصبحت مشاعر غريبة تتملكه, فقد “قرأ” الكثير من العناوين, وتعب من صور الأغلفة, وغدا سيستلم كرسيه ككاتب عمود في أهم صحيفة, فالواسطة لا دين لها.
–         غدا سأذهب لحمودي الاسكافي, واشتري منه مقال لأنشره باسمي, وألان أنا كاتب.

أحدث المقالات