15 أبريل، 2024 2:02 ص
Search
Close this search box.

عندما يقتل الشهيد مرتين!

Facebook
Twitter
LinkedIn

سأل ضابط سي آي أي (فنشي جيفارا) قبل أعدامه: الى متى ستبقى تقاتل، بعد أن كنت في فنزويلا، والمكسيك، وأنغولا، والجزائر، وكوبا، الى متى؟ فأجاب الى أن يتمكن أطفال العالم، من أن يشربوا كوباً من الحليب كل صباح، فكيف بأمة الإسلام، وقد حمل همومها وتحدياتها في العراق، قائد ثوري مجاهد يريد رؤية أطفاله، وآبائه، وشيوخه، ونسائه، من كل مكونات شعبه الصابر العظيم، وهم ينعمون بالحرية والحياة الكريمة، فما أحوجنا إليك اليوم أيها الباقر الحكيم.
لقد كان شهيد المحراب مصراً على العودة الى الوطن، رغم فوضى الأوضاع الأمنية، ليوطن نفسه على لقاء ربه، مقتدياً بأجداده الطاهرين أهل البيت (عليهم السلام)، ورغم شدة الفاجعة والمصاب، أبى إلا أن يدخل العراق، ليشارك العراقيين جميعاً، ببناء الدولة العراقية الجديدة بعد زوال الطاغية، فكان حديث قدومه للعراق في آيار 2003، حديث الفضائيات وأجهزة الإعلام، فقد حضر أسد المعارضة العراقية وليث شعبيتها، ليقود عرينه بعيداً عن الطائفية والانتقائية.
لقد قبل السيد الشهيد محمد باقر الحكيم (قدس)، عند قدومه للعراق أيادي المراجع العظام، فكان عظيماً بعظمة تواضعه، يوم دافع عن قضايا شعب بأكمله، وحضوره للتصدي لمسؤولية عظيمة، وهل هناك أعظم من مهمة الشهادة في سبيل المبادئ، وأوساط الأمة العراقية، تعيش وضعاً مختلفاً عن بقية الشعوب، فالأنظار كلها تتجه صوبه لأنه صمام الجهاد في العراق.
إن موقعه المرجعي والسياسي، ونظرياته ومشاريعه لها ثقل كبير على مستوى المنطقة، ولسنا نبالغ إن قلنا: كان نقطة ضمان إستقرار المنطقة إقليمياً، فقد إمتلك من الرؤية ما لم يستطع أحد البوح به، وسط أعداء يقاتلون الحياة نفسها في العراق، فتحمل الهموم والمعاناة، ليؤدي دوره الكامل في طريق الحق والعدالة، مؤكداً على أن العراقيين لا يحتاجون لأحد، في بناء دولتهم الجديدة.
الحقيقة واضحة لمتابعين الوضع السياسي في العراق، أنه لو تم الأخذ بما أطلقه شهيد المحراب أيام قدومه للعراق، لكان مشروع الدولة وبناء المؤسسات شيئاً مختلفاً، لكنه إستجاب لنداء الشهادة، وغيب أعداؤه فرص الإستفادة من مناقبه وآثاره ومشروعه لهذا فقد قتلوه مرتين وبقصد، لأنه كان يخيفهم بما يحمل من فكر معتدل، وعقيلة جبارة.
ختاماً: أبناء شهيد المحراب في الأول من رجب، يحيون هذه الرؤية وهذا المشروع، لبناء دولة عصرية، فقضيتنا عادلة لأننا ببساطة سنقضي على الإرهاب، وسنبني دولتنا وما كنا لنتراجع أبداً، لكننا نراجع، وسنكون سيوفاً بيد الحكيم، مسلطين على رقاب أهل الباطل كما فعل سيد الشهداء، أبي الضيم الإمام الحسين (عليه السلام)، فحكيمنا نادى كجده : هيهات منا الذلة فأرعبتهم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب