لقد حاول الأمريكان والسعوديون أن يعيدوا الحكم في العراق الى الأقلية ولكنهم لم يستطيعوا نتيجة وقوف المرجعية الحازم والتفاف الشعب حولها ، على الرغم من تنوع الخطط الإجرامية وتعدد المؤامرات الخبيثة وتجمع أكبر عدد من المجرمين الإرهابيين من أجل تنفيذ هذه المخططات الإجرامية ، ولكن كل الإجرام والإرهاب والقتل والدمار باء بالفشل والعراق عاد قوياً بفعل التكاتف الكبير ما بين المرجعية والشعب ، وبعد انتهاء فصل داعش الدموي وارتطام جميع المؤامرات الخبيثة في ضرب العملية السياسية في العراق من أجل إرجاع أهل السنة الى حكم العراق ، تغيرت اللعبة الأمريكية من أجل تحقيق هدفهم المنشود في إرجاع العراق الى العباءة الأمريكية السعودية ، بعد أن أظهرت كل الحقائق على أن طريق الضغط بالقوة الإرهابية الإجرامية قد فشل بل أعطى ردة فعل معاكسة للهدف والغاية التي من أجلها سلك السعوديون الوهابيون هذا الطريق وهو إضعاف الشعب العراقي ومن ثم ضربه بقوة من أجل إرجاع حلفائهم الى قيادة العراق ، لذا سوف تكون الحرب السعودية الأمريكية القادمة في العراق هي ضرب التواجد الإيراني بشكل مباشر ومن خلال صناديق الانتخابات ، وسيتم هذا من خلال تقديم الإغراءات المادية للحكومة العراقية بالإضافة الى طرح مشاريع استثمارية عمرانية واجتماعية تجعل من العراق كدول الخليج أو أحدى الولايات الأمريكية ، ويساعد نجاح هذه الخطة هو يأس الشعب العراقي من إصلاح قياداته الفاسدة وتفشي الفساد في جميع مفاصل الدولة ، ومن الصعوبة لإيران أن تواجه هذه الخطط نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تمر بها إيران ولكن بقى عندها سلاح جداً مهم هو كسب الشارع العراقي من خلال المعاملة الحسنة والعلاقة الجيدة التي تربطها مع المرجعية الدينية ، ولكن عملية اعتقال السيد حسين الشيرازي في هذا الظرف الذي يمر به العراق قد أظهر غباءً كبيراً من الجانب الإيراني ، هذه الخطوة التي لا يعرف أثارها في الداخل الإيراني والعراقي نتيجة المكانة الكبيرة التي يمتلكها هذا السيد الجليل في الساحة الشيعية بالإضافة الى مكانة المرجعية الشيرازية في الحياة السياسية التاريخية الإيرانية والعراقية ، وقد أعمى البغض والحقد عيون من قام بهذه الخطوة فلم ينتبهوا لشعبية المرجعية الشيرازي اليوم لا بالأمس وكيف بإمكانها تحريك الشارع الشيعي بشكل عام والشارع العراقي بشكل خاص ، ومن ثم تأثير هذا الحدث الذي انتهكت به حرمة المرجعية الدينية على شعبية التواجد الإيراني في الشارع العراقي ، هذا الشارع الذي يعتقد أن لإيران يد في هذه الحالة المزرية التي وصل لها العراق نتيجة العلاقات القوية ما بين القيادات الفاسدة المغلفة بالدين مع القيادات الإيرانية حتى أصبح رئيس الوزراء لا يعين إلا بموافقة الإيرانيين ؟؟؟ ، فخطوة بهذه الخطورة لا يمكن أن يوصف من فعلها إلا بالغباء والجهل بعد أن غلف البغض والحقد حلمه وحكمته وذكاءه .