23 ديسمبر، 2024 11:58 ص

عندما يعظ السلف ولا يتعظ الخلف

عندما يعظ السلف ولا يتعظ الخلف

هذه نخبة من الأشعار والحكم تصلح كمواعظ من أجدانا الى زعماء عراق ما بعد الغزو الامريكي الغاشم عام 2013. قد لا تجد أذنا صاغية عند الطبقة السياسية الحاكمة، وهذا أمر طبيعي، لكن المهم أن تصل الى الشعب العراقي، فقد نام وخُدر بما فيه الكفاية، ولعن الله قوما استساغوا الذل والظلم والعار، ولم يسعوا الى إزاحتها.
ـ قال علي بن أبي طالب” لا يصلح لكم يا أهل العراق إلّا من أخزاكم، وأخزاه الله”. (ربيع الأبرار). أليس هذا هو حال العراق اليوم؟
ـ قال الراعي:
والنذلٌ لا يطلبٌ العَــلاءَ ولا يعطيك شيئاً إلا إذا رهبا
مثلُ الحمار الموقع السوء لا يحسن شيئاً إلا إذا ضربا
(ديوان المعاني) وهو حال نواب البرلمان العراقي.

ـ قال الشاعر:
ترحل فَمَا بغداذ دَار إِقَامَـــــة وَلَا عِنْد من أَمْسَى ببغداذ طائل
مَحل أنَاس سمنهم فِي أديمهم وَكلهمْ من حِيلَة الْمجد عاطل
وَلَا غرو أَن شلت يَد الْمجد والعلى وَقل سماح من رجال ونائل
(جمهرة الامثال).
هذه نصيحة مجانية للشعب العراقي.

ـ أنشد العباس بن الوليد الشمشاطي:
لنا خطيب فاسد العقـــل يشحج في الخطبة كالبغل
تراه ان صاغ لنا خطبة شق لنا معنى من الجهل
إنك لو أبصرته صاعدا في درج المنبر ذي النبل
لخلت بعض الجند في حلقه يضرب للرحلة بالطبل
(كتاب الفصوص). هذا حال رجال الدين من الدجاجيل والمحرضين على الفتنة.

ـ قال ابن الشيخ البلوي” قال سلمان الفارسي: لكل امريء جواني وبراني، فمن يصلح جوانيه، أصلح الله برانيه، ومن يفسد جوانيه، يفسد الله برانيه”. (كتاب الف باء). هذا حال المرجعية العليا في العراق.

ـ قال ابن حزم” لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون”. (الرسائل).
هذا حال رجال الدين السنة من جحوش المالكي (الابالسة) كخالد الملا والصميدعي والكبيسي وغيرهم.

ـ قال الشجري” عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَكُونُ وُلَاةٌ جَوَرَةٌ، وَأُمَرَاءُ خَوَنَةٌ، وَقُضَاةُ فَسَقَةٌ، وَوُزَرَاءُ ظَلَمَةٌ”. ( الأمالي الخمسية).
وقال بهلول:
إذا خان الأمير وكاتباه وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثــــم ويل لأهل الأرض من أهل السماء
هذا هو حال القضاء العراقي المسيس، جحش السلطة التنفيذية.

ـ قال السيوطي” لا تكن ممن يلعن إبليس في العلانية، ويواليه في السر”. (الكنز المدفون). وهذا حال كبير الدجاجيل سليم الجبوري رئيس ما يسمى بمجلس النواب.

ـ قال الشاعر:
اني بليت بأربع لـــــم يخلقوا إلا لشدة شقوتي وعنائي
إبليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم اعدائي
(الكنز المدفون). هذا حال العراق في علاقاته مع دول الجوار .

ـ قال احمد بن محمد، فتح الدين ابن البققي:
يظـــــــنّ فتى البققي أنّـه سيخلص من قبضة المالكي
نعم سوف يسلمه المالكيّ قريباً ولكن إلى مالكِ (أي خازن النار)
( فوات الوفيات). هذا هو حال نوري الماكي رئيس الوزراء السابق كواقع حال، واللاحق كشبح يتربص أي رئيس وزراء قادم.

ـ قال صفي الدين الحلي:
عزيت الى آل بيت النبي وأنت بصدهم في الإصلاح
وإن صح إنك من نسلهم فقد ينبت الشوك بين الأقاح
(ديوان ابو المحاسن). هذا حال مقتدى الصدر وتذبذب مواقفه.

ـ رأى علي بن أبي طالب قوما حول داره، فسأل عنهم؟ فقيل: هؤلاء شيعتك، فقال: مالي لا أرى عليهم سيما الشيعة! قال: وما سيما شيعتك؟ قال: خمص البطون من الطوى، يبس الشفاه من الظما، عمش العيون من البكا”. (ربيع الأبرار). هذا حال شيعة السلطة في العراق.

ـ قال ابن الجوزي” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أخذ شبراً من الأرض بغير حقه طوقه من سبع أرضين. وفي حديث ابن عمر: من أخذ شبراً من الأرض بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين”. (المقلق).
هذا حال عمار الحكيم الذي ابتلع منطقة الكرادة ومناطق هائلة في كربلاء والنجف علاوة على إغتصاب سكن طارق عزيز لحد الآن.
ـ قال الشاعر:
ما لك لا تنبح يا كلب الدّوم قد كنت نبّاحا فما لك اليوم
هذا حال الشيخ جلال الصغير وحازم الأعرجي وعباس البياتي وغيرهم من أصحاب الخطب التحريضية والفتنة.

ـ قال أبو نصر يوسف بن عمر بن محمد القاضي، لنفسه:
يا محنــــة الله كفّي إن لم تكفّي فخفّي
أما آن أن ترحمينا من طول هذا التشفّي
ذهبت أطلب بختي فقيل لي قد توفّي
ثـــور ينال الثريّ وعالم متخفّي
(تاريخ بغداد للخطيب). هذا حال أهل السنة والمسيحيين والأقليات المهمشة من الشعب العراقي.

ـ انشد أبو محمّد عبد الله بن محمد الشامي:
وقالوا يعود الماء في النهر بعد ما عفت منه آثار وسدّت مشارع
فقلت إلى أن يرجع المــــاء جاريا ويعشب جنباه تموت الضفادع
(نشوار المحاضرة).
هي مشكلة العراق في تجفيف الأنهار وقطع المياه عن البلد من قبل الجارين المسلمين ايران وتركيا.

ـ ذكر أَعْرَابِي رجلا بقلة الْحيَاء فَقَالَ: لَو دقَّتْ بِوَجْهِهِ الْحِجَارَة لرضها وَلَو خلا بِالْكَعْبَةِ لسرقها”. (نثر الدر في المحاضرا6).
ينطبق الوصف على حال من نهب مساعدات المهجرين بلا رحمة ولا ضمير.

ـ قال ابن عرب شاه” أنا مقتدى الشياطين ورأس العفاريت المتمردين ومحل غضب رب العالمين خلقت من مارج من نار، وطبعت على إلقاء البوار والدمار”. (فاكهة الخلفاء). اي مقتدى يا ترى يعني الكلام؟ من هو المتقلب كالحرباء، وليس له موقفا ثابتا؟

ـ قال ابو نواس:
قد رأوا منه حيــن عبّ لديهم أخرس الصوت غير ذي افصاح
لم يكن فيك من صفاتك شىء غير خلق مدحدح دحداح
لحية ثطة وأنــــــــف قصبر وانثناء عن التّقي والصّلاح
(الأوراق).
وانشد ابن فتح بن يوسف ابن الريولي الحافظ الحجاري:
إلى كم تقول ولا تفعــل وتغفل والموت لا يغفل
أأملت خلداً فهيهات أن يرى المرء يدرك ما يأمل
(أخبار وتراجم اندلسية/53).
الا يشبه هذا الدحداح القديم دحداح العصر حيدر العبادي، يدعي محاربة الفساد، ولا يفعل شيئا ضدهم؟

ـ قال الخوارزمي” إذا كذب السفير بطل التدبير”. (مفيد العلوم). اليس هذا هو حال سفراء العراق ما بعد الغزو الامريكي الغاشم؟

ـ قال الشاعر:
أراك على البطــالة لا تبالي حلالا كان كسبك أم حراما
وتقطع طول عمرك بالتمني وبالتسويف عاما ثم عاما
ولو علم الخلائق سوء فعلي لما ردوا على مثلي سلاما
اليس هذا هو حال وزراء العراق؟ فيا خيبتنا بهم!

ـ قال ابو القاسم القالي” بلغني أن محمد بن كعب القرظي، قَالَ لعمر بن عبد العزيز: لا تتخذن وزيراً إلا عالماً، ولا أميناً إلا بالجميل معروفاً وبالمعروف موصوفاً، فإنهم شركاؤك فِي أمانتك، وأعوانك عَلَى أمورك، فإن صلحوا أصلحوا، وإن فسدوا أفسدوا”. (الأمالي).
أين هذه الكلام من حال المستشارين في مجلسي النواب والوزراء؟

ـ قال الشاعر:
ما للطبيب يموت بالـــداء الذي قد كان يبري مثله فيما مضى
هلك المداوي والمداوى والذي جلب الدواء وباعه ومن اشترى
ربما فهما موفق الربيعي وابراهيم الجعفري المغزى، وإلا رحم الله من ساعدهم على أن يفهما بسبب تكلس عقليهما.

ـ ذكر حيدر الحلي” يقال للمتساويين في الرداءة: هما كحماري العبادي، لأنّه قيل له: أيّ حماريك شرٌّ؟ فقال: هذا ثمّ قال هذا”. ( العقد المفصل). وقال الشاعر:
حمارا عبادي إذا قيل نبنا بشرّهما يوما يقول كلاهما
تفيد في المقارنة بين مجلس النواب ومجلس الوزراء.

ـ قال النابغة الذبيانيّ:
تعدو الذئاب على من لا كلاب له وتتّقى صولة المستنفر الحامي
فيها عبرة لمن يسموا أنفسهم ممثلي أهل السنة في البرلمان والحكومة الذين يفتقرون الى الميليشيات المسلحة إسوة ببقية الأحزاب الشيعية والكردية.

ـ قال الخبزارزي:
ليس للثعلب حظّ في غزال عند ذئب
حال الشعب العراقي وما ينتظره من حكومته.

ـ قال ابن الجوزي” أخبرنَا عَليّ بن المحسن عَن أَبِيه قَالَ أَخْبرنِي جمَاعَة من شُيُوخ بَغْدَاد أَنه كَانَ بهَا فِي طرف الجسر سائلان أعميان أَحدهمَا يتوسل بأمير الْمُؤمنِينَ عَليّ وَالْآخر بِمُعَاوِيَة ويتعصب لَهما النَّاس ويجمعان الْقطع، فَإِذا انصرفا فيقتسمان الْقطع، وَكَانَا يحتالان بذلك على النَّاس”. (الأذكياء). اليس هذا هو حال مروجي الفتنة الطائفية في العراق؟

ـ قال ابْن لنكك الْبَصْرِيّ:
لَا تخدعنك اللحى وَلَا الصُّور تِسْعَة اعشار من ترى بقر
تراهـــــــم كالسحاب منتشرا وَلَيْسَ فِيهِ لطَالب مطر
فِي شجر السرو مِنْهُم مثـــل لَهُ رواء وَمَاله ثَمَر
(يتيمة الدهر). الا ينطبق هذا الوصف على العديد من المراجع الدينية؟