23 ديسمبر، 2024 10:49 ص

عندما يعرفك خصمك !

عندما يعرفك خصمك !

الواقع العربي محكوم بقانون واضح وفاعل بقوة في صناعة الأحداث والتطورات , مفاده جهل المجتمع بطبيعة وآليات إرادته وما يريده , ومعرفة خصومه به وتوظيف معارفهم لأخذه , وأسره في محاور تحقق الأهداف المعادية لوجوده والصالحة لخصمه.

فما يجري في المجتمع لا يخدم مصالحه الوطنية والإنسانية والعقائدية , وإنما يناهضها ويحاربها ويدمرها , فتجد الطاقات بأكملها مسخرة لهذه الأهداف السلبية أو العدوانية على حاضره ومستقبله.

ويساهم أبناء المجتمع بالسلوك العدواني على الذات والموضوع , ولا يمكن تبرئة أية شريحة إجتماعية من هذا السلوك الفتاك , إبتداءً من السياسيين والمثقفين إلى عامة الناس.

فالجميع يشارك بإنفعالية عالية وإندفاع شديد بتأجيج نيران الصراعات الداخلية , والتفاعلات التدميرية لمرتكزات الحياة المعاصرة.

وقد تم صناعة لافتة عجيبة – لتبرير آليات الإنتحار الجماعي – من مادتين أوليتين قائمتين في الأعماق البشرية , هما الدين وسفك الدماء!!

وبعد تجارب وأحداث وتفاعلات متوالية عنيفة , تم مزجهما مزجا خلاقا , بحيث إتخذ سفك الدماء آليات طقوسية وعقائدية وفئوية , لدرجة أن سكة الفناء والدمار الأكيد أصبحت سالكة وذات قدرات تشريعية فائقة .

 وهذا يعني أن حدة الصراعات والإشتباكات ما بين المكونات المجتمعية ستزداد قوة وفداحة , حتى لتجد المنطقة وقد تحولت إلى ألف صيرورة وصيرورة تعادي بعضها البعض , مما يعيدنا إلى آليات الأندلسة , التي مزقت الأندلس وحولتها إلى لقمة وهدية ثمينة للخصوم , فانمحق الوجود العربي عن بكرة أبيه , وهذا ربما سيتحقق في نهاية القرن السعيد .

ومبروك لأي خصم لبيب حليم قادر راشد رشيد , فأهدافه ستتحقق حتما ولا يلومن العرب إلا أنفسهم!!