18 ديسمبر، 2024 8:04 م

عندما يطرق الترمل ابواب الرجال

عندما يطرق الترمل ابواب الرجال

اعتدنا ان يكون ( الترمل ) صفة ملازمة للنساء اكثر من الرجال بسبب تعرض الرجال اكثر منهن للموت في الحروب وحوادث العمل وحوادث الطرق واعتدنا ايضا على عزوف الكثير من الارامل عن تكرار تجربة الزواج بعد رحيل المرحوم اما بسبب تقاليد المجتمع او رعاية لابنائها الايتام او وفاء للمرحوم وعادة ماينظر المجتمع للارملة والمطلقة بريبة وشك ويحصي عليها انفاسها وتحركاتها وقد يلعنها يوم يشعر انها تفكر بالزواج مرة اخرى ويشتمها حد الرجم لو حاولت التخلي عن السواد ( لباس الترمل ) وحتى السينما كانت لها حصة وافرة في النيل من الارملة وانتجت الكثير من الافلام على غرار ( الارملة اللعوب ) و ( الارملة الطروب ) واعتبرت السينما الغربية الارملة تذير شؤم ورات فيها امراة مستباحة كما حصل في فيلم ( زوربا) وعانت المراة المترملة فوق معاناة فقدان الزوج رقابة المجتمع ونبذه ومحاربته لها في حين يختلف الموقف تماما مع الرجل فما ان يطرق بابه الترمل حتى تفتح امامه ابواب اخرى اذ لايطالبه المجتمع بالوفاء لذكرى الراحلة ولايفرض عليه قيود ولاينظر له مثل نظرته للمراة الارملة بل يذهب اكثر من ذلك ويشجعه على الزواج بعد ايام من وفاة الزوجة لكن بعض الرجال شذوا عن القاعدة ورفضوا الزواج بثانية بعد رحيل الاولى وتقول التراجيديا البدوية : ان احد رجالات البدو البارزين كانت له زوجة جميلة يذوب بها حبا اسمها ( وضحة ) وله فرس اصيلة يراعيها اكثر من نفسه ويخاف عليها من السرقة وفي احد الليالي خرج من خبائه ليتفقد الفرس فراى شخصا برداء ابيض يجلس عند قوادمها فظنه لصا واطلق عليه عدة رصاصات من بندقيته وارداه قتيلا في الحال ولما اقترب منه وجدها زوجته وضحة حيث كانت تتاكد من قيد الفرس فاصابه الغم والحزن عليها وبعد مدة من الزمن بحث عن بديل لها تقاربها بجمالها وذكائها من صبايا العرب وتكون على اسمها ( وضحة ) فتزوج سبعة ( وضحات ) وطلقهن . وفي ريف الجنوب كان لرجل زوجة اسمها ( مكية ) وكانت لاتقل جمالا وذكاء من نظيرتها البدوية وضحة مرضت وماتت في شبابها فحزن عليها حزنا عظيما ورفض دفنها في مقبرة وادي السلام في النجف الذي اعتاد اغلب اهل العراق دفن موتاهم فيها وبنى لها قبرا يشبه المزارات في منطقته التي تسمى ( الطرطبش ) ولازم هذا القبر وكان اثناء الملازمة يمر به زوارا للعتبات المقدسة او حجاجا الى بيت الله الحرام فيعاتبهم ظنا منه ان ( مكية ) جديرة بزيارتهم لقبرها ويقول : ( ليش تزور مكه وهاي مكيه .. تعوض الطرطبش عن الغريريه ) ومع ان وفاء المترملين من الرجال شحيح الا انني قررت اليوم ان ابحث عن بعض من ترملوا ولم يفكروا باخرى ورايت ان ابدا بسؤال من اعرفهم واطرح عليهم أسئلتي التالية
• منذ متى اصبحت ارمل ؟
• مالمانع من تكرار التجربة والاسلام يبيح لك ذلك وقد كره بعض الفقهاء للمسلم ان يبيت ليلة واحدة عازبا ؟
• لو كنت اصغر من عمرك الذي ترملت به عشرين عاما هل تخضع لحكم الترمل ؟
• هل عرضت عليك احداهن الزواج ؟
• ماذا تنتظر ؟ وهل صفة الارمل تليق بك على راي مستغانمي ( الترمل يليق بك ) ؟
• هل بحثت عن الحب الاول بعد الترمل ؟
لكن للاسف كلهم خيبوا ظني ولم يقبل ايا منهم الإجابة تحت ذرائع لم تكن مقنعة على الأقل بالنسبة لي وعددتها هروبا من صفة ( الارمل ) او ان هناك مشاريع زواج لازالت طي الكتمان في حين تفخر أغلب الأرامل بالوفاء للراحلين وهذه نقطة لصالح النساء في جانب الوفاء للشريك بعد رحيله الابدي وقد لا تغيب عن الذهن صورتان الأولى لعربية مات زوجها الذي كان اسمه ( عروس ) في شبابه وحزنت عليه حزنا شديدا وانسحبت من الحياة العامة رغم كثرة طالبي الزواج منها وقالت كلمتها المشهورة التي أصبحت مثلا يضرب ( لاعطر بعد عروس ) والصورة الثانية لسعيد بن المسيب يوم توفت زوجة أحد طلابه فاحضر الشيخ ابنته وزوجها للطالب في نفس ليلة دفن الزوجة الأولى ولما حاول الطالب الاعتراض قال الشيخ ( كرهت لك ان تبيت عازبا ليلة واحدة ) .
تحية للنساء بنجاحهن في درس صعب
تحية للارامل بصدق وفائهن
ووووو .. أخ ماكو وفه .