22 نوفمبر، 2024 8:01 م
Search
Close this search box.

عندما يضحك البعض على أذقانهم

عندما يضحك البعض على أذقانهم

الاحتفال الذي ‌أقامته السلطات الايرانية من أجل تنصيب حسن روحاني لدورة رئاسية ثانية و التي رکزت عليها وسائل الاعلام الرسمية الايرانية بصورة غير مسبوقة(رغم التظاهر من جانب تيار المتشددين الذي يدين بالولاء للمرشد الاعلى بعداءه و رفضه لروحاني و الذي يهيمن على وسائل الاعلام)، يٶکد مرة أخرى حقيقة وجود تنسيق و تعاون بين الاجنحة السياسية المتصارعة في إيران من أجل الخروج بالنظام السياسي الايراني من مأزقه الحالي و الذي يکاد أن يضع مصيره على کف عفريت.
هذا الاحتفال ومن أجل تسويقه دوليا و حتى يحقق الاهداف المرجوة من وراءه، فقد تم دعوة شخصيات اوربية لحضوره ومن ضمنهم موغريني، رئيسة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوربي، علما بأن الذي يدعو للإنتباه أکثر هو أن حفل تنصيب روحاني لولايته الاولى(برغم التهديدات التي کانت قائمة أيضا في وقتها)، لم تکن أبدا بمستوى حفل يوم 5 آب/أغسطس2017، وهو مايدل بکل بساطة على أن المأزق الحالي لطهران أعمق و أخطر بکثير من مأزق عام 2013، عندما تسلم روحاني لمنصبه کرئيس للجمهورية.
حفل التنصيب هذا يتزامن مع فرض حزمة عقوبات أمريکية جديدة طالت الحرس الثوري(رکيزة النظام السياسي الايراني و الظهير الاقوى للمرشد الاعلى للجمهورية)، کما إنه يتزامن أيضا مع إستمرار عام على حملة المقاضاة التي تقودها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي من أجل محاکمة القادة و المسٶوەلين الايرانيين المتورطين في مجزرة صيف عام 1988، الذي أعدم فيه 30 سجين سياسي بفتوى ذات أثر رجعي، والذي يلفت النظر أکثر أن حملة المقاضاة هذه قد تطورت الى حراك شعبي داخل إيران کان من أبرز ثماره سحب ترشيح بور محمدي،) وزير العدل السابق و أحد أعضاء لجنة الموت في تلك المجزرة للمشارکة في الحکومة الجديدة لروحاني)، هذا إضافة الى الاوضاع السيئة الاخرى التي تعصف بإيران و ملفات متباينة أخرى تقف بوجه طهران، کل هذا يجعل حفل التنصيب هذا محاولة ليست عاجزة وانما حتى ولدت ميتة ولن تجدي نفعا أبدا بل وإننا يمکن أن نصفها بأنها أشبه ماتکون بأن يسعى البعض للضحك على أذقانهم و ليس أذقان الآخرين.
الاوضاع في إيران صارت بالغة الصعوبة و لم يعد بإمکان المناورات و الالاعيب السياسية أن تجد لها لها حلولا مٶقتة أو أن تحد من تأثيراتها و تداعياتها المختلفة، فقد ولى زمن الحلول المٶقتة و التهدئة و التسکين وإن الذي ينتظر طهران أکثر خطورة من أي وقت مضى، وهذه هي الحقيقة التي يجب إدراکها قبل فوات الاوان.

أحدث المقالات