عندما ينتشر فايروس (من النوع السياسي) في منطقة معينة من الوطن ينبغي على المراقبين والسلطة الرابعة والاقلام الشريفة فضح صناع هذه الجرثومة ومحاصرتها قبل وصولها الى مناطق اخرى، ولكن هذا وللأسف لم يحصل مع فايروس يحمل اسم (حراك الجيل الجديد) الذي يتزعمه السيد شاسوار عبدالواحد الذي اخترق الساحة السياسية العراقية مستفيداً من الفوضى والتزوير في الانتخابات .
شاسوار اختلف الكثيرون حول مصادر ثرائه السريع جداً، إذ من غير المعقول ان ينتقل شخص خلال أيام معدودة من الفقر والعوز والحرمان الى الثراء والغنى وامتلاك مشاريع وعمارات سكنية ومتنزه سياحي كبير، وبطبيعة الحال في دولة مليئة بالفساد كالعراق وبضمنه اقليم كردستان لا أحد يقول لشاسوار ومن هم على شاكلته من أين لك هذا ؟
لقد بدأ شاسوار بصنع ثروته من خلال التعاقدات المشبوهة مع الوزارات العراقية والكردستانية وإعطاء العمولات للمسؤولين للحصول على عقود بالمليارات، فتأسست شركة گوندي ألماني التي انبثقت عنها مجمعات سكنية تضم عمارات وأبنية وشقق سكنية، كما انطلق بث قناة (ان ار تي) الكردية وأعقبها انطلاق شقيقتها العربية بميزانية ضخمة وتخصيصات مالية تقدر بملايين الدولارات، لتصبح مجموعة قنوات (ان ار تي) وسيلة ضغط وابتزاز تمكن من خلالها من الحصول على مبالغ مالية ضخمة من وزراء ومسؤولين فاسدين مقابل عدم فضح ملفاتهم .
أما فيما يخص تبييض الأموال فقد كان شاسوار ومايزال هو الملجأ لكل الفاسدين وسراق المال العام (وزراء، وكلاء، مدراء عامين، مقاولين…) من زاخو الى البصرة .
ان امتلاك شاسوار ماكنة اعلامية ممولة بالمال غير الشرعي ساعده على ارتداء قناع الانسان البريء النزيه الذي يحاول أعداؤه التخلص منه بشتى الطرق، وقد بدأ هذا المسلسل الساذج منذ التمثيلية المفضوحة عندما أطلق مسلحون مجهولون النار على سيارته اثناء افتتاح مدينة ألعاب جافي لاند في السليمانية، والعجيب أنهم نقلوه الى المستشفى وهو لم يصب بأي خدش !
ثم توالت القصص المفتعلة عن محاولات اغتياله او اغتيال افراد من عائلته من قبل أشباح لاوجود لهم، وقد كرر شاسوار هذا المسلسل أثناء الحملة الانتخابية لمجلس النواب العراقي، فكل مرشحيه وأعضاء حركة الجيل الجديد تعرضوا لمحاولات اغتيال واعتداءات وضرب وتهديدات وتحرشات، الكل بلا استثناء، وما أن تكتب في محرك البحث (الغوغل) عبارة (حراك الجيل الجديد) حتى تظهر لك النتائج (إصابة مرشح، تعرض مرشح، نجاة مرشح، اعتداء على مرشح، ضرب مرشح….) ، واذا ضغطت على كلمة (صور) ستشاهد صورا للعديد من اعضاء حزب شاسوار يبكون، أولهم المتباكي الانتهازي المعروف رابون معروف الذي يظن نفسه جيفارا بالنسخة الكردية، وهذا الشخص تحديدا لو جاء الى المقر العام للحزب الديمقراطي الكردستاني في أربيل وقذفه بالحجارة لن يرد عليه حرس المقر ولن يكترث له أحد لأنه وببساطة مجرد صفر على الشمال، هو ببساطة دمية محشوة بالقطن صنعت بالمال الوسخ .
ان الفايروس الشاسواري نجح في اختراق بغداد من خلال نواب في البرلمان الاتحادي، مستفيدا من التزوير الحاصل في نتائج العد والفرز، وهذا الفايروس ينبغي الانتباه له والحذر منه ومن اساليب الدعاية والكذب والتمثيل والنفاق السياسي والأكاذيب التي يعتمدها في تظليل الرأي العام .