18 ديسمبر، 2024 6:29 م

عندما يصرخ الأموات

عندما يصرخ الأموات

مؤسف جداً أن نلمس الإصرار على برامج الجهل والخرافات، وإستغلال مشاعر الأبرياء، وزراعة الإنتهازية، وصناعة الأزمات، وإبتكار سلالم من رفات الضحايا، وصعود الرقاب على أنين الثكالى؟!
مأساة أن يتحدث الساسة بلغة الإشارة كالخرسان؟! ويصرخون في الهواء، ويتفلسفون بالكلام الفارغ؟!
نعيش سنوات لا تنتهي من القمع والضرب بالحديد والنار، ونحن ضحايا تسوقنا أقدار إختارها جلادونا، وحددوا زمانها ومكانها وأعداد ضحاياها، ونسير في عالم الأموات ويُكتب على الشواهد بلغات لا نفهمها، وكأن أسماءنا التالية؛ في عداد الخسائر ولا نعلم التوقيت، وقد مات قلوب ساستنا، وكنا نتصور أن العالم ميت ولا يسمع قضيتنا، لكنهم لم ينطقوقا مأساتنا وشواء أجسادنا، وذرنا كالنذور في أفراح أعداءنا؟!
صمت مرير في برزخ قضيتنا ونحن نعذب بذنوب غيرنا، ودفن الضمير الإنساني، ولم يشاهد الأطفال ينحرون في المدارس والحدائق، وتباع النساء في سوق البغال، وتقطع الأغصان جرذان وتدوسنا الخنازير؟!
إستيقض العرب من لحود النشوة وإمتصاص الدماء، وقد وصلت حرائق التاريخ الى جسد الكساسبة، وفزعوا كالجراد من الكهوف ووجوههم سوداء من دخان أجسادنا، تلاحقهم نار أضرمهوها، وسلمهم وقودها ساستنا؟!
العرب نيام ويحلمون بلحمنا المشوي، وهمهم مضاجعة أخواتهم المهاجرات الى النكاح؛ وعميان في أدمغتهم غرائز الخنازير وقوة الوحوش، وساستنا خرسان نيام موتى لأنهم تجاهلوا القضية، وإنشغلوا ببناء كبائش تطفو على الدماء في مستنقع دناءتهم؟!
صرخ أموات العرب من حرارة نارهم، وساستنا منتشرون في العواصم وبين مقابر لجان القضايا، وتكلمت الأمم متأخرة، فمتى يُصارحنا ساستنا؟!
فزع العرب والأمم المتحدة من سباتهم، في وقت يعيش الدواعش خريفهم في العراق، وبداية ربيعهم في العالم، وإعتقدوا ان ضحايانا أموات ولكنهم أحياء يرزقون، ويتقهقر الجبروت على أيادي بواسلنا، ولكن بعض ساستنا متخاذلون, يلوذون بأجساد كانت ثمن لشراء الكراسي، وقدموها مكشوفة الظهر، نعم صرخ الأموات خوفاً من إنكشاف مخططاتهم ودورة الدوائر عليهم، نعم هم كذلك أموات لا يشعرون بقضيتنا بسبب إنتهازية ساستنا وإصرارهم على إستغلال مشاعرنا، وجبنهم وفقدانهم الكرامة؛ لنيل الجاه بلا شرف، وهؤولاء أموات أيضاً، وحياة النعيم لشهداءنا، وستسمعون يهدد كل عروش النفاق.