7 أبريل، 2024 7:23 م
Search
Close this search box.

عندما يصبح الديکتاتور هدفا للشعب

Facebook
Twitter
LinkedIn

في ظل حکم الانظمة الديکتاتورية التي تعتمد على الممارسات القمعية بأقسى صورها وطرقها فإنه ومن دون أدنى شك يعتبر الديکتاتور خطا أحمرا لايمکن التعرض له بأي شکل من الاشکال وخصوصا إذا کان هذا النظام ذو طابع ديني وکان القائد بمنزلة دينية تم تحديدها له بمقاييس ذلك النظام، فإن رفع شعار الموت له، يعتبر تطورا غير عاديا بالمرة، بل ويمکن إعتباره إنعطافة نوعية في هذا النظام، خصوصا إدا ماعلمنا بأن ذلك الشعار تم ترديده خلال أربعة إنتفاضات عارمة ضد ليس النظام فقط وإنما الديکتاتور نفسه کما حدث وجرى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومرشده الاعلى خلال إنتفاضات عام 2009، و28 کانون الاول2017، و15 تشرين الثاني2019 و11 کانون الثاني 2020.
هذه الانتفاضات الضخمة وترديد شعارات ذات طابع سياسي ضد النظام الايراني عموما وضد المرشد الاعلى خامنئي خصوصا، ناهيك عن شعارات أخرى ضد النظام و إتهمته بالفساد وسرقة ونهب ثروات الشعب الايراني بالاضافة الى رفض تدخلاته في بلدان المنطقة، لم تنطلق بعفوية أو من فراغ أو بطريق الصدفة، وانما کان لها الارضية والاجواء المناسبة التي مهدت لها، ولاسيما وإن العام الماضي 2019، قد شهد تصاعدا ملفتا للنظر في الحرکات الاحتجاجية ونشاطات معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق مجالس المقاومة حيث أسفرت عن إندلاع إنتفاضة و15 تشرين الثاني2019، التي إستشهد خلالها 1500 مواطن إيراني، مما دل على إن الشعب الايراني والمعارضة الوطني المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق عازمة أشد العزم على إسقاط النظام بدليل إن إنتفاضة 11 کانون الثاني2020، کما هو واضح قد إندلعت بعد فترة قصيرة على الانتفاضة التي سبقتها وهو مايدل على عمق وقوة مشاعر الرفض والکراهية ضد هذا النظام.
الاوضاع في إيران والتي سبق وأن تحدثت المقاومة الايرانية الکثير عنها وأکدت بأن أغلبية الشعب الايراني صاروا يعيشون تحت خط الفقر وإن قطاعات عريضة منه وصلت الى حد ومستوى تواجه فيه المجاعة نفسها، والتي سعت السلطات الايرانية دائما للتمويه عليها ومغالطة الحقائق، غير إن الانتفاضات الاربعة قد فضحت النظام أيما فضيحة وأظهرته على حقيقته للعالم کله.
مايجري حاليا في إيران من نشاطات وتحرکات إحتجاجية وإعتصامات وإضرابات وتظاهرات في الداخل والخارج ضد النظام القائم، يکاد أن يشبه الى حد بعيد ماکان يحدث في الايام الاخيرة التي سبقت سقوط وإنهيار نظام الشاه، إذ أن التحرکات والنشاطات الاحتجاجية ليست مستمرة فقط وانما متصاعدة ومتسعة بصورة غير عادية وهي صارت تخرج عن سياق إحتجاجات من أجل أمور معيشية وإقتصادية وانما صارت تتعدى وتتجاوز ذلك الى حد التعرض للمراکز والمقرات الامنية والدينية للنظام نفسه بما يٶکد بأن الشعب يريد فعلا إسقاط النظام وکيف لا وقد أصبح الديکتاتور نفسه هدفا للشعب الايراني!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب