18 ديسمبر، 2024 6:39 م

عندما يصبح الحل بعيداً .. ماذا علينا أن نفعل ؟

عندما يصبح الحل بعيداً .. ماذا علينا أن نفعل ؟

عندما يصبح الحل بعيداً علينا أن لا نيأس أولاً،
بل علينا ان نفكر لماذا وصلنا إلى هذا الحال، حال الياس والاحباط الذي يعم الجميع تقريباً ؟

والجواب : كل وضع سياسي معين هو معطى تاريخي لما قبله. وإذا أردت أن تساهم بالتغيير، عليك أن تعي آليات حركة التاريخ داخل مجتمعك، وبالنسبة لنا هي آليات حدوث الهزائم المتتالية التي عشناها خلال القرن العشرين.
ومن هنا تأتي أهمية المعرفة، المعرفة العلمية الاكاديمية التي تاخذ بنظر الاعتبار موضوعية الواقع والتمييز بين الأسباب والنتائج، بعيداً عن الخضوع للعقلية الشعاراتية والمفاهيم الايديولوجية الجاهزة دينيةً كانت أم دينية.
الوضع السياسي والحضاري كان بائساً أيام صدام حسين وتحت وطاة ضجيج حروبه الباطلة وأجهزته الجمعية المتعددة، وصلنا إلى حالة اليأس انعدام الأمل ..

لذلك لم تفكّر الحركات السياسية بما سيحدث بعد سقوط صدام !
وعليه لم تفكّر بالإجابة عن أسئلة الواقع الصعبة في تلك اللحظة ومستجداته المحتملة ! فهي كانت تنتظر لحظة سقوط السلطة فحسب !
لماذا ؟ لأن اليأس قد هيمن على الجميع !
لماذا ؟ لأننا نفكر بشكل فردي أو شخصي في حين ان الأزمة هي أزمة اجتماعية سياسية متواصلة .. لا يمكن حلها بقرار حزبي أو حتى خلال مرحلة واحدة ولا حتى بسقوط الديكتاتورية بحد ذاته ..

لذا يجب أن تكون لدينا رؤية مستقبلية للحل، لأنه لايوجد حل فوري أو جاهز، الحل يجب ان يكون متواصلاً، يجب أن يحدد كلُّ جيلٍ ماذا عليه أن يقوم به، وماذا عليه أن يقدم للأجيال الجديد من افكار ومعطيات كي تواصل المهمة. مهمة تفكيك عوامل الأزمة الحقوقية والسياسية داخل الدولة وخارجها كي يستمر التغيير.

إنها خطة طريق معقدة لكن لا يوجد بديل آخر.

إن الناس عندما يضطرون لفعل بعض الأمور غير المقتنعين بها لتمشية أمورهم فهذا لا يدعو لليأس بحد ذاته، بل ان هذه الظواهر وغيرها هي نتائج لغياب سلطة القانون وشيوع ثقافة اليأس والاحباط مع الاسف ..
بداية الحل هي إن لا نيأس ابداً ..