23 ديسمبر، 2024 4:00 ص

عندما يصبح الارهابي حلالا للمشاکل!

عندما يصبح الارهابي حلالا للمشاکل!

تتناقل وسائل الاعلام و بصورة ملفتة للنظر الدور الذي قام به قاسم سليماني، قائد فيلق القدس ـ الجناح الخارجي للحرس الثوري و المکلف بالتدخلات في دول المنطقة و تأسيس الاحزاب و المليشيات المعادية لأوطانها، لحل الازمة بين الحکومة الاتحادية في بغداد و بين حکومة إقليم کردستان العراق، وکما کان واضحا فإنها کانت صفقة فرضها سليماني على جناح في حزب الاتحاد الوطني الکردستاني، وصارت أمرا واقعا، وقد قاد الجيش العراقي و ميليشيات الحشد الشعبي، الجنرال إقبال بور، أحد مساعدي قاسم سليماني!
قاسم سليماني، الذي هو بالاساس إرهابي مطلوب على اللائحة الدولية، تنقل خلال الايام السابقة کما يحلو له في المدن العراقية و تصرف وکأنه”حاکم العراق”الفعلي وليس کمستشار کما تزعم حکومة حيدر العبادي من أجل حفظ ماء وجهها، وليس هذه هي المرة الاولى التي يتدخل فيها سليماني، وانما هي واحدة من سلسلة طويلة من تدخلاته”المفروضة” على العراق، فهو الآمر الناهي و هو الاحرص على مصلحة العراق و على أمنه و إستقراره من الساسة الذين يحکمون العراق، کما يتم الإيحاء لذلك حتى من قبل قنوات و أقلام عراقية لانقول مأجورة وانما قذرة أيضا.
لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عموما و للإرهابي قاسم سليماني، نهج غريب من نوعه، فهم من يقومون بفرض الوجوه السياسية على المشهد السياسي، وهم من يقومون بطرق مختلفة للتشکيك بهم و بنزاهتهم، وهم من خلال لبعتهم القذرة و المخبيثة هذه يهدفون لتحقيق أکثر من هدف و غاية، لکنهم وفي نفس الوقت لايعلمون بأن ذلك الزمن الذي يتم فيه ممارسة هکذا اساليب و طرق قذرة قد ولى وإن لعبتهم مکشوفة و مفضوحة، خصوصا وإن الحرس الثوري برمته و ليس جناحه الخارجي بقيادة سليماني، قد تم تصنيفه من قبل وزارة الخزانة الامريکية کجهاز إرهابي، إضافة الى إن الاستراتيجية الجديدة الامريکية حيال إيران قد إستهدفته بعقوبات مٶثرة ناهيك عن إن دول الاتحاد الاوربي قد طلبت من إيران تحديد دورها في المنطقة من أجل إستتباب الامن و الاستقرار فيها، ومن هنا، فإنه وفي هذه الفترة تحديدا، وعندما يقوم قاسم سليماني بهکذا تحرك و دور في العراق، فإن ذلك يثير السخرية و الاشمئزاز معا و يدعونا للتساٶل، هل إنه لم يبق هناك من رجل حکيم في العراق حتى يأتي إرهابي مجرم يداه ملطختين بدماء أبناء شعوب سوريا و العراق و اليمن و لبنان؟