كنا ولا زلنا؛ نسمع عن تكريس مقولات منها(نهاية التاريخ) لفرانسيس فوكوياما، ومقولة (صدام الحضارات) لصاموئيل هنتكتون، و(التاريخانية) لكابر بوبر، وموضوعة القرية الصغيرة، التي تفرض نموذج غربي ثقافي واحد، يتصادم مع الرؤية الاسلامية، التي لها أمتدادها في الفكر والتاريخ والحضارة.
يبدو أن هناك رؤية مشابهه لهذه المواضيع، بدأت بالظهور بالاونة الاخيرة عند دول منطقة الشرق الأوسط، منها(صدام الطوائف)، والقرية السلفية الصغيرة، التي تسعى الوهابية من خلال سيطرتها على مقاليد الحكم في السعودية، الى فرضها كواقع حال، مستغلة وضعها، ومكانتها الدينية عند الدول الاسلامية.
الصراع في سوريا، وحرب اليمن، وشرعنة داعش في العراق، وما يعرف بالتحالف الاسلامي الذي أبعد الدول الشيعية، ماهو الا خطوات جادة في هذا المجال، وقد تحولت الحرب من السرية الى العلنية، والشروع بالإبادة الجماعية، للأنظمة والشعوب التي لا تتلائم أفكارها ومعتقداتها، مع رجال الدين، المسيطرين على أغلب السلطات الحاكمة، في دول الخليج العربي والقوى المتضامنة معها.
أخطر الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الانسان، المسكون بوهم العظمة، والتفوق، هو القتل الطائفي، من أجل سحق من يراهم هذا المريض؛ في حالة ضلال، أو أنحراف عقائدي، ويتعين عليه محاربتهم والقضاء عليهم، وهذا الامر يرتبط أرتباطاً وثيقاً بالتطرف الفكري، الذي نعتقد أنه يعيد نفسه، بصورة مختلفة، حسب الزمان والمكان الذي يكون فيه.
قالو لمعاوية لماذا تحارب علي أبن أبي طالب قال؛
حتى يكون خاتمي مكان خاتمه، هو من عبد الطريق، لهذه المخلوقات العبثية، هذا الرجل الذي كان مصاباً بداء العظمة، الذي يهاجم القلب ويكون عدواً داخليا، لان القلب مقفل لا يستطيع العدو الخارجي أن يؤثر فيه، لولا العدو الداخلي، وهو ما قاله الرسول الكريم صَلِّ الله عليه وعلى اله وسلم؛
أعدى عدوك نفسك الذي بين جنبيك.
قد أيقنا أن واقع الحياة في قادم الايام سيكون صعباً، بسبب تنامي التخوف من الدور الذي تضطلع فيه أيران، والعراق، وغيرها من الدول ذات الغالبية الشيعية، وأن الانسان قد وصل الى مرحلة تدمير نفسه بنفسه، مما يكون من السهولة عليه بأن يقوم بتدمير الآخرين، خصوصاً المصابين بالعقد النفسية، الذين يسيطرون على الرأي العام في العالم، بسبب الإمكانيات المادية الكبيرة التي يتمتعون بها.
محاولة التطهير العرقي، وسياسة تكميم الأفواه التي تتبعها السعودية لن تنجح، وقد أثبتت فشلها تأريخياً، ولا تجلب للمنطقة الا الخراب والدمار الشامل، وما حصل في سوريا واليمن ماهو الا دليل على ذلك، فأرادة الشعوب هي التي تنتصر في الأخير، ولا يخسر الا المريض المصاب بداء العظمة