في واحدة من سقطاته وما اكثرها كتب احمد الكاتب على صفحته في الفيسبوك : المهدي المنتظر يملأ الارض ظلما وجورا . انتهى .
  ساق عبارته تلك سخرية بالقضية المهدوية وبالحديث النبوي الذي اشتهر بين المسلمين على اختلاف يسير في لفظه وهو : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي، فيملؤها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما .
     ومع ان الكاتب برر قلبه للحديث الشريف بانه يقصد المهدويين الدجالين الذين ظهروا في فترات مختلفة في البلاد الاسلامية واذاقوا الناس مرارة العيش والهوان , غير اننا ومن معرفتنا بالكاتب وعقيدته وهي عقيدة ليس للمهدي ولا للامامة مكان فيها بسبب الشبهات التي رانت على قلبه وعقله فلم يستطع منها خلاصا , نقول على الرغم من ذلك كان الاجدر به ان يحترم ملايين المسلمين في عقيدتهم المهدوية اولا , وان يحترم النبي الاعظم فيما روي من حديثه في المهدي المنتظر , وهو حديث بل احاديث متواترة فاضت بها الموسوعات الحديثية والاثار النبوية , ويكفينا ممن روى احاديث المهدي المنتظر عشرات الصحابة واضعافهم من التابعين , ومنهم حسب وفياتهم :
       فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ت 11 هـ)، ومعاذ بن جبل (ت 18 هـ)، وقتادة بن النعمان (ت 23 هـ)، وعمر بن الخطّاب (ت 23 هـ)، وأبي ذرّ الغفاري (ت 32 هـ)، وعبـد الرحمن بن عوف (ت 32 هـ)، وعبد الله بن مسعود (ت 32 هـ)، والعبّاس بن عبـد المطلب (ت 32 هـ)، وكعب الاَحبار (ت 32 هـ)، وعثمان بن عفّان (ت 35 هـ)، وسلمان الفارسي (ت 36 هـ)، وطلحة بن عبد الله (ت 36 هـ)، وعمّار بن ياسر (ت 37 هـ)، والاِمام عليّ عليه السلام (ت 40 هـ)، وتميم الداري (ت 40 هـ)، وزيد بن ثابت (ت 45 هـ)، وحفصة بنت عمر بن الخطّاب (ت 45 هـ)، والاِمام الحسن السبط عليه السلام (ت 50 هـ)، وعبـد الرحمن بن سمرة (ت 50 هـ)، ومجمع بن جارية (ت نحو 50 هـ)، وعمران بن حصين (ت 52 هـ)، وأبي أيّوب الاَنصاري (ت 52 هـ)، وعائشة بنت أبي بكر (ت 58 هـ)، وأبي هريرة (ت 59 هـ)، والاِمام الحسـين السبط الشهيد عليه السلام (ت 61 هـ)، وأُمّ سلمة (ت 62 هـ)، وعبد الله بن عمر بن الخطّاب (ت 65 هـ)، وعبد الله بن عمرو بن العاص (ت 65 هـ)، وعبد الله بن عبّاس (ت 68 هـ)، وزيد بن أرقم (ت 68 هـ)، وعوف بن مالك (ت 73 هـ)، وأبي سعيد الخدري (ت 74 هـ)، وجابر بن سمرة (ت 74 هـ)، وجابر بن عبد الله الاَنصاري (ت 78 هـ)، وعبد الله بن جعفر الطيّار (ت 80 هـ)، وأبي أُمامة الباهلي (ت 81 هـ)، وبشر ابن المنذر بن الجارود (ت 83 هـ ـ وقيل : جدّه الجارود بن عمرو، (ت 20 هــ)، وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي (ت 86 هـ)، وسهل بن سعد الساعدي (ت 91 هـ)، وأنس بن مالك (ت 93 هـ)، وأبي الطفيل (ت 100 هـ)، وشهر بن حوشب (ت 100 هـ).
   نحن لانسلم بكل مارواه هؤلاء اما لضعف الطرق الموصلة اليهم او للتعارض فيما رووه احيانا لكن من المقطوع به ان هذه الكثرة من الصحابة والتابعين عندما تجمع على قضية مروية عن النبي (ص) وفي عدة مواقف ومواطن وقفها (ص) فاننا لانملك غير التسليم بها وحصولها . ان احمد الكاتب قلب حديثا نيويا شريفا فبدل ان ياتي بالحديث على وجهه وان لم يكن يؤمن به قال – لا افلح – المهدي المنتظر يملأ الارض ظلما وجورا !!! .
     من اليقين ان الكاتب يقصد المهدي المنتظر بن الامام الحسن العسكري (ع) الذي يعتقد به ملايين المسلمين من الشيعة لان الالف واللام تفيد نسبة الاسم الى مسمى متعين وليس الى كلي عام , فقولنا المهدي المنتظر غير قولنا مهدي منتظر اذ الاول مخصوص بصفات واحوال خاصة لا ينصرف الذهن عند سماعه الى غيره بينما الثاني كلي عام , وما حمل الكاتب على هذا السخف والتمادي سوى سقم عقيدته وتهافت مبانيه لكنه ليس بدعا لم يسبق بهذه السخرية فقد روى المؤرخون : ان معاوية بن سفيان سخر من حديث الحوض المروي عن النبي (ص) اذ جاء النعمان بن بشير الانصاري ومعه وفد من الانصار الى معاوية يشكون حالهم وما ألم بهم من ضنك المعيشة بسبب سياسة الخلفاء ومعاوية ضدهم وقالوا لقد صدق رسول الله (ص) في قوله ستلقون بعدي اثرة فقد لقيناها , قال معاوية : وماذا قال لكم , قالوا : قال لنا اصبروا حتى تردوا علي الحوض , قال : فافعلوا ما امركم به عساكم تلاقونه غدا عند الحوض كما اخبركم , وحرمهم ولم يعطهم شيئا .