18 ديسمبر، 2024 11:48 م

عندما يستخدم آدم ايديولوجيته

عندما يستخدم آدم ايديولوجيته

لكل شخص ايديولوجية خاصة به تميزه عن الآخر، وهي تمثل معتقداته وأفكاره التي يؤمن بها عقله وتترجمها تصرفاته، قد تكون قابلة للتغيير بشكل سريع حسب الظروف التي يمر بها، أو حسب قناعاته الشخصية، فقد تتحول ايديولوجية الشخص من معتقد ديني غير قابل للتوسع والمناورة، إلى فكر ملحد لايؤمن بالدين أو وجود الإله.

هنا احتاج آدم لوقفه مع النفس أولا، ثم مع سيل الإيديولوجيات المتدفقة لساحة الصراع السياسي، من منها الأصلح للبقاء والاقرب لآدميته؟ من منها سترسم نهج حياته المقبلة وتؤلف ترنيمة معابده؟ من منها ستفي بمتطلبات داخله كأنسان، وخارجه كمواطن يتطلع لرغد العيش وسلامة الوجود .

آدم كان أذكى مما تصوروا، لم يتحالف مع ايديولوجية معينة ليتنازل عن مبدأ معين، كما لم يذوب معتقد له لينصهر مع معتقدات أخرى لاتمت له بصلة، كان ساكنا مع اشتداد الريح، طويلا مع ارتفاع الموج، صلبا رغم التعرض لعوامل التعرية البشرية، لينا ليتمايل مع سقوط قطرات الندى عليه، فتأخذه يمينا وشمالا أينما حلت، لترسم سلما موسيقيا لمعزوفة رائعة.

أصبح يوم الفصل محتم الوجود، لابد أن يصرح آدم، هل يختار إطار التحزب الفئوي المحدود، ليعود للعصر الجوراسي، حيث القوي يأكل الضعيف؟ أم حشرا مع الناس عيد، فيندمج مع مجموعة اللاتوافق الطبقية؟

كان عمار الحكيم خير مثال لآدم العراق، عندما أستخدم حدسه ليخرج ايديولوجيته الجديدة على شكل تيار وطني، ملامحه أفقية لتحتضن الجميع، وتطلعاته بمستوى طموح الجيل الواعد، مبادئه الفرد في سبيل الكل والكل في سبل الوطن، مترامي الأطراف، خارطة طريقه هي خارطة العراق، يؤمن بأن وحدة الصف من مقومات البناء الرصين، أما أساس البناء فهي أستخدام الحكمة في التطبيق.

آدم العراق عمار الحكيم كان مصيبا عندما حول مسار الكويكبات المشتتة في الفضاء من التيه إلى التوجه، وحل جميع الكلمات المتقاطعة بأربعة أحرف، فتصالحت الأحكام العرفية مع الشرعية، وأصبح الوطن وسام تقلده كل مواطن انتمى إلى تيار الحكمة الوطني.