18 ديسمبر، 2024 6:53 م

عندما يزأر الأسد الجريح

عندما يزأر الأسد الجريح

تتحدث القصص، والحقائق، عن ان الشخص سيما ان يكون كريما بين اهله، واصحابه عندما يجرح تكون ردود افعاله قوية، ومؤثرة، ويكون وقعها اقوى من أي شخص، او ظرفا وان كان هادئ الطباع مسالم الروح، والامثال على ذلك كثيرة ومتنوعة.
الحكومة في أي بقعة من بقاع الأرض، هدفها الأول والأخير هو توفير الامن والأمان، والراحة والطمأنينة لشعبها وأبناء جلدتها، ناهيك عن توفير مستلزمات تحقيق الذات، وصولا الى رفاهية المواطن، (كما وصفها ماسلو في مثلثه لإكمال الحاجات الأساسية للبشر)، والعيش الرغيد بالتالي الى شعب معافى من الآهات، وارهاصات الحياة، ومشاكل المخدرات وغيرها.
للأسف؛ وكأن الأمور متعمدة ومفتعلة، ومتسلسلة بعناية جدا، وصولا لنتائج مرجوه من قبل بعض الجهات المستفيدة من الوضع المتأزم الراهن في العراق، الذي تصب مصالحهم العليا بان لا يكون امن واستقرار بالعراق، ليبقى حائرا بلملمة جراحاته، ومترنحا من كثرة مشاكله وديونه الخارجية التي تزداد سنة بعد أخرى، رغم خيراته الكثيرة والكبيرة التي وهبها الباري عز وجل له، نتيجة السياسات الهوجاء، والنظرة الحزبية الضيقة بالتالي ليبقى العراق تابعا لسياسات، وتصفية حسابات الدول المتصارعة بالمنطقة كأمريكا، والسعودية وايران، واذنابهم كقطر وتركيا وغيرها.
أبناء المناطق الجنوبية: كالبصرة، وميسان، وذي قار، وغيرها مفتاح خيرات العراق بل هن كنزه الذي لا ينضب، يعطون دون مقابل علَ وعسى ان يستجيب المقابل المتنعم بخيرات الجنوب، او يتعطف للأسف بفتافيت ما يفيض من لقمته ليرميها لهم، وهي لا تسد رمقهم.
للصبر حدود كما يقال، وان كان الباري عز وجل بشر الصابرين لصبرهم، لكن سيبقى ضمن حدود لا أحد يستطيع تجاوزها مهما علا مقامه، وكبر شأنه، وهو ما يحصل الان في البصرة، حيث انتفض أبنائها مطالبين ليس بحقوقهم المشروعة التي سلبتها الأحزاب الحاكمة، ومافيات الفساد كلا حسب توجهه، وعمالته الخارجية، انما بأبسط سبل الحياة من توفير ماء صالح للشرب، وكهرباء مستمرة وما أرخص المطلبين ان كان هناك احياء روحيا ينادون.
أيها الساسة، والمتسلطين على رقاب أهالي الجنوب خاصة والعراق عامة أقول لكم، اتقوا شر الحليم إذا غضب.