الاجتهاد المزيف والتملص من الواجبات اصبحت من الاعمال المشهورة بل اليسيرة جدا والتي تجد لها جمهورا واسعا فيجتمع السواد اليهما لان سرد الروايات والاكتفاء بالكلمات اصبحت بضاعة رائجة فلا يغرنكم كثرة المستمعين فانهم كجمهور كرة القدم يحرصون على حضورها ومشاهدتها وهم لا يجدون لعب الكرة سوى يرون ويتكلمون .
المعروف مقتول ودلالة قتله ان العوام اغلبهم ركب المنكر والذي يرقص على جثة المعروف هم السفهاء ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرغم من انهما من اركان الدين الا ان لهما مكانة عظيمة عند الله عز وجل بل افضل من الايمان والجهاد بدليل ما قاله امير المؤمنين عليه السلام : ” وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجي، وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل، ولا ينقصان من رزق. وأفضل من ذلك كله كلمة عدل عند إمام جائر” …. هل رايتم ان اعمال البر كلها ومنها ما ذكره ايضا الامير عليه السلام وهي : ” فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر، والزكاة تسبيبا للرزق، والصيام ابتلاء لإخلاص الخلق، والحج تقوية للدين، والجهاد عزا للاسلام، والامر بالمعروف مصلحة للعوام، والنهى عن المنكر ردعا للسفهاء”، فاعمال البر ذكرها في الحديث الثاني وكلها كنفثة في بحر لجي اي نفخة من الفم على بحر متلاطم الامواج فهل تؤثر النفخة ؟ هكذا مكانة الاعمال من عمل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالمعروف هو مصلحة للعوام اي للمجتمع بينما المنكر هم السفهاء فعندما تنهي عن المنكر تكون قد ردعت السفهاء ولاننا لم نقم بالواجب هاهم اليوم السفهاء ( الطبقة السياسية ومن يطبل لهم ) يرقصون على معاناة المجتمع لان المعروف مقتول ،
بل زد على ذلك ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان عملت بهما بالشكل الصحيح فلا تعتقد بانك ستقتل وينتهي اجلك او سيقطع رزقك، بل الاعظم فيهما هي قول الحق عند سلطان جائر
ولكم هذه الرواية عن الامام الباقر وتمعنوا في فقراتها فانها صورة طبق الاصل في حياتنا يقول عليه السلام : يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير يتبعون زلاة العلماء وفساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء ويستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم و صكوا بها جباههم ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته.
بعد كل هذا لا اقتنع بحديث من راى منكم منكرة فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان الايمان
