18 ديسمبر، 2024 5:00 م

عندما يدفع النظام ثمن أخطائه

عندما يدفع النظام ثمن أخطائه

عندما وعد ابراهيم رئيسي أثناء الانتخابات الرئاسية الايرانية بأن يتصدى لدوريات الارشاد التابعة لشرطة الاخلاق ويحد من تصرفاتها وإجراءاتها القمعية ضد النساء الايرانيات بصورة خاصة وضد الشباب الايراني بصورة عامة، فإن وعده هذا قد جاء بناءا على ماقد لمسه من مدى حالة السخط والغضب الشعبي من ممارسات هذه الدوريات وإستخفافها بأبسط القيم والمعايير الانسانية من حيث تعاملها مع النساء والشباب والتي وصلت الى حد إلقاء النساء من سيارات تلك الدوريات وهي في حالة سير.
غير إن رئيسي وبدلا من يفي بوعده ويضع حدا للإنتهاکات والتجاوزات غير العادية لتلك الدوريات في ممارساتها القمعية فإنه قد بادر وقبل حوالي أسبوعين للتوقيع على مرسوم يقضي بمنحها المزيد من الصلاحيات، وليس أبدا من باب الصدفة أن تقع حادثة قتل الشابة الکردية مهسا أميني من جراء التعذيب الذي خضعت له على يد هذه الدوريات بعد توقيع رئيسي على ذلك المرسوم، وإن إتساع دائرة الغضب والسخط لتتجاوز المدن الکردية لتشمل 25 محافظة إيرانية، يدل على إن الشعب الايراني صار يعي جيدا بأن حادثة أميني هي بمثابة رسالة تحذير وإنذار للجميع من مغبة السکوت وإلتزام الصمت تجاه الممارسات القمعية لهذه الدوريات التي هي في الحقيقة تمثل النظام وتجسد ممارساته تجاه الشعب.
أکثر ما يمکن أن يقلق النظام الايراني عموما ورئيسي خصوصا، هو إن تزايد وإتساع دائرة الاحتجاجات لتصبح على مستوى إنتفاضة شعبية تشمل 25 محافظة إيرانية، إنها قد حدث بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الايراني مع عائلة القتيلة ووعده بتشکيل لجنة تحقيق، ويبدو إن عائلة القتيلة وکذلك الشعب الايراني نظروا لهدا الوعد کنظرتهم لوعده السابق بالحد من الممارسات والتجاوزات القمعية الفظيعة لدوريات الارشاد التي هي أشبه بمحاکم التفتيش القرووسطائية سيئة الصيت.
مايحدث في إيران حاليا من إنتفاضة تتسع دائرتها يوما بعد يوم، إنما يدل وبکل وضوح على إن النظام يدفع ثمن أخطائه الکثيرة التي يدفع الشعب دائما ثمن أخطائه، ومن الواضح جدا بأن الشعب قد ضاق ذرعا بهذه الاخطاء وبالممارسات القمعية التي تزداد يوما بعد يوم ولانهاية لها ولذلك فليس من الغريب أن يتم ترديد شعارات ذات طابع سياسي صارخ ضد النظام من قبيل: “هذا العام هوعام الانتفاضة لإسقاط علي خامنئي” و”يا خامنئي السفاح نحن نقوم بإسقاطك” و”الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)” و”ليمت مجتبى (ابن خامنئي) ولايرى القيادة” و”هذه هي الرسالة الأخيرة، وأصل النظام هو الهدف ” و”يجب أن يرحل الملالي لا تفيدهم الدبابة والمدفع”.