سؤال يفرض نفسه عن الصمت الذي اصاب الاصوات الاعلامية المدمنة على النعيق والتطبيل والصراخ في كل حادثة تختلقها الوسائل الاعلامية المأجورة في مستجدات الاحداث على ساحتنا العربية والاقليمية ، اقصد التدخل الروسي المباشر في الصراع السوري ، نلاحط لاول مرة تراجع في فاعلية المنظومة الاعلامية التي طالما اختزلت الفلك الاعلامي لها دون منازع ، واعتادت ان تفرض توجهاتها وايدلوجياتها المساندة للتطرف من خلال التمجيد المبطن لتلميع الاعمال الارهابية والترويج لها تحت مسميات الجهاد او الدفاع عن طائفة ضد اخرى باتباع سياسة التضليل و التسقيط والشيطنة والتحريض على التخندق الطائفي في مضامين رسائلها المشبعة بالحقد حتى التخمة على شعبنا باستغلال الامكانات الهائلة المادية والتقنية الهائلة من قبل حكام دولها الراعية لها خلال تغطيتها للاحداث على الساحة الاقليمية وخاصة العراقية ، وسكوتها الباطل عن الجرائم الفظيعة التي اقترفت بحق الشعب العراقي على ايدي التنظيمات الارهابية بسقوط عشرات الالاف من مواطنيننا الابرياء بالسيارات المفخخة والاغتيالات والتهجير واخيرها احتلال اراضينا .
اليوم نلاحظها تدور حول نفسها وعاجزة في تغطية الضربات الروسية الموجعة للتجمعات المسلحة ودك اوكارهم ليلا ونهارا على الاراضي السورية بالاساليب المعروفة في تغطيتها وتسلسل اخبارها العاجلة وتدليسها باللقاءات الوهمية مع اشخاص شهود عيان من ارض الحدث ، حيث ظلت شاشات قنواتهم الفضائية مقفرة الا من نقل الخطاب الاعلامي بغية الاستهلاك المحلي ، ولم يخرج عن نطاق التشكيك بنوايا ذلك التدخل الروسي بصوت خجول لايستطيع التجاوز الخطوط الحمراء في انتقاد الكبار ، ومتابعة الاحداث كأنها غير معنية بها على الاطلاق ، وعدوى الصمت المطبق اصاب ولاة امرهم بعد ان اخذت الدول الكبرى الاخرى الداعمة لوجودهم دور المتفرج على المجريات المستجدة ، لاذت تلك الوسائل وتابعيهم بالصمت وتلاشت ثرثرتهم وتزميرهم لان عندما يتكلم الكبار تصمت الصغار التُبع (جملة وتفصيلا) مسؤولين وما يتبعهم من اصوات نشاز واقلام مأجورة .