23 ديسمبر، 2024 10:12 ص

عندما يتكلم الحشد تصمت الكلمات!

عندما يتكلم الحشد تصمت الكلمات!

هناك حكمة تقول: “إذا رأيت شخصاً يبتسم بشكل متكرر، وهو ذاهب الى معركة، فتأكد أنه متواضع، ويحمل عقيدة خالصة، وقلبه نظيف” وهذه هي الصورة التي تنطبق تماماً، على غيارى الحشد الشعبي والعشائري، الذين يبتسمون كل يوم، لأنهم يحلمون بالرحيل السرمدي، فتعاملهم مع الجهاد في سبيل الخالق، وإحساسهم بمسؤوليتهم عن حماية الأبرياء والمدنيين، من أبناء المناطق المحررة يصب في هذا الجانب، فهنيئاً لكم هذا التواضع أيها المخلصون.التواضع الذي يتحلى به أبناء العراق الأصلاء، يحطم بقوة غرور ساسة الإرهاب وجبروتهم، من الذين لا يريدون المشاركة الفاعلة، في معارك التحرير، ويعيدون الى الذاكرة صور أبي جهل، وأبي سفيان بحقدهم الأسود، على رجال العقيدة الجهادية،

كما أن هناك مخططات كبيرة وخطيرة، تستهدف وحدة العراق، لكن هؤلاء الأحرار رسموا الكرامة بصورة مغايرة، وهم يحلمون بالعودة مجدداً بعد رحيلهم الأخروي، ليقاتلوا ويستشهدوا من جديد، مؤمنين بأن العاقبة للمتقين.ما أجمل الشهادة والمضي في ركبها! فجميع مَنْ صعد سُلم المجد، يلتحفون أكفانهم شغفاً وعشقاً، للقاء الباريء عز وجل، وفي بلدنا ما دامت الأيام أحجاراً داعشية هوجاء، أمسى العراق بئراً يلتهمها، دفاعاً عن الأرض والعرض، فتراهم يصحون مع صوت المؤذن، ليقيموا الصلاة ثم يؤدوا مهماتهم، بالسير نحو الحياة الآخرة، لتبدأ الدماء والأجساد قصتها عن أوجاع الوطن.رجال البارئ عز وجل وجنود الوطن، عازمون على طرد داعش من أرضنا الطاهرة، لأنهم أهل لهذه المهمة الوطنية، لذا أنبرى هؤلاء الأماجد، ليقصوا أعظم الحكايات لأجيالنا القادمة، فكانوا رجالاً بحق حين صنعوا الحدث، بإبداعهم الإستشهادي الخالد، وأدهشوا العالم بعلاقتهم الحديدية، المتمثلة في وحدة الصف الوطني، ونبذ الخطاب المتطرف، ومحاربة الإرهاب في جبهة واحدة، فمعركتهم تعني البقاء، والوجود، والمصير.ختاماً: حلم الرحيل والعودة، للغيارى الأشاوس لم ولن يزول، لأنهم فرحون ببيعهم، الذي بايعوه للواحد الأحد والوطن، رغم عمق الجراح، لكن عطاءهم لا ينضب أبداً، فإمتزجت دماء الشهادة بتراب القداسة، وأنتجت كوكبة من الشهداء الخالدين، لم يستمعوا لغربان الطائفية، بل ترجموا عشقهم بمداد أحمر، شق طريقه في كل تراب العراق الطاهر، حيث الواجب الكفائي، فبوركتم أيها المرابطون سواء كنتم راحلون أم عائدون.