22 ديسمبر، 2024 4:30 م

عندما يتفق العرب يصاب الرأس بالجرب..!

عندما يتفق العرب يصاب الرأس بالجرب..!

العرب متفقون على أن يُقدر التاريخ، فمن لا يهتم بتاريخه سيضيع مستقبله، لأننا يجب أن نتعامل برؤيا الاستحضار، لا بطريقة الاستذكار، ليكون منهجنا بناء تاريخ يشار لنا فيه بالبَنان.

هل العقل العربي متحجر ذو نظرة محدودة..؟ وهو على قدر يسير من الفهم، فكل ما يعرفه من معايير تتعرض للنهب والسلب مع كل ثورة تحدث هنا أو هناك..!

هل ما يبدع فيه العربي دائماً هو العيش في الماضي التليد البعيد دون أن يصنع لنفسه حقائق أخرى ترفع من مستواه..؟ التي تضاف إلى حقائق ماضيه الذي يعتز به، حيث يعد الماضي مقدساً، خوفاً من أن يدنس بأفكار الغرب المتحضرة في نظر البعض..!  

طيب لو أردنا أن نواكب الحضارة؛ ماذا وجب علينا أن نفعل ..؟ هل نتجه نحو التميز والانفتاح واحترام جميع الحضارات مع المحافظة على الخصوصية العربية الإسلامية..؟ أم الخروج من النمط الكلاسيكي، الذي لا يعطي نفعاً في الحياة المتطورة، مع نضوج الثقافة الغربية..!

هل استطاع العرب أن يترجموا القرآن الكريم ترجمة تطبيقية صحيحة وساروا عليه..؟ أم أن الغرب استطاع دراسته أفضل منا نحن العرب فنجدهم يطبقون بعض سلوكيات الإسلام، إلا أنهم غير مسلمين..!

إرثنا فوق الأكتاف لكنه ينهك الهامات، بسبب غبائنا في إسلامنا، إذ حولنا الى جثث تحت سنابك خيول الفاتحين؛ فيحضرون لنا تراثاً جديداً، وهذا ما يجعلنا نعيش محنة الأخلاق، والوجود في آن واحد، بيد أن حضارتنا شجرة مثمرة تدر عليهم الخيرات لكننا نحن مَنْ يرميها بالحجارة.

الجهل الذي يعشعش في ادمغة بعضنا، جعل الغزو الفكري الذي سعى إليه الغرب في بدايات القرن الماضي، لطمس الثقافة الإسلامية، وزرع التطرف والتكفير سهل المنال، ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا نجد أنهم تمكنوا من خلق مجموعات، ليست لها علاقة بالدين ولا بالإسلام، مثل (داعش), ومن قبلها (القاعدة) ومَنْ على شاكلتهم، من تيارات وهابية سلفية تكفيرية، ومليشيات تعيش على دماء الأبرياء، حيث تم تدريبهم تدريباً كاملا ودعمهم مادياً، للقيام بواجبهم المكلفين به لإعطاء صورة بشعة عن الدين الإسلامي وتشويهه، وجميعهم يقتل باسم الدين والمذهب.

ختاماً: نحن بحاجة الى ترجمة الدين والقرآن ترجمة بسيطة وإنسانية، لسنا بحاجة إلى ثقافة مستوردة، تمس ديننا وشريعتنا، بل بحاجة إلى الاهتمام بثقافتنا الأصيلة، والسعي الى تطورها من خلال التلاقح مع ثقافات العالم الأخرى، دون ترك القاعدة الحقيقية للإنسانية وهو دين الإسلام.