19 ديسمبر، 2024 2:57 ص

عندما يتحول التحالف الى مؤسسة وعوامل فشله

عندما يتحول التحالف الى مؤسسة وعوامل فشله

لقد تصاعدت في الاونة الاخيرة دعوات الى تحويل التحالف الوطني(الشيعي) الى مؤسسة وان تنضوي تحتها كل الاحزاب والتيارات التي تحمل طابع واحد لا اكثر الا وهو الطابع الطائفي المذهبي ,والغريب في الامر ان من يدعي الديمقراطية وعدم قبوله بتقسيم العراق على اسس طائفية او مذهبية هو نفسه صاحب هذه الاطروحة .

ما المقصود بالمؤسسة وما ضرورة طرحها في الوقت الحاضر

ان المقصود بالمؤسسة بشكل مختصر وبسيط هو ايجاد نظام داخلي منظم لادارة العمل وتنظيم الفعاليات المراد ممارستها بشكل يتناغم والغاية المطلوبة منها وان لا يكون للاجتهاد في ثوابت واهداف العمل الاساسي اي تأثير عليها .بالاضافة لذلك فان توزيع المسؤليات والمناصب الادارية يكون بمعاير تحدد اصلا في تشريعات انشاء المؤسسة بشكل يؤمن عملها باتجاه تحقيق اهدافها الاساسية .وان لا تتغيرالمناهج والاهداف المنوطة بها بتغير الاشخاص اي بمعنى اخرغير مسموح تغير النظام الداخلي والاهداف والاغراض المحددة بتغير الكوادر حتى وان كان للكادر المبررات الواقعية للتغير .

ان طرح هذا المطلب في الوقت الحاضر لجعل التحالف الشيعي مؤسسة بمواصفات محددة وثابتة يعني جملة من الاعتبارات والمفاهيم :

اولا .التاسيس لمبدا حكم الطائفة والهيمنه على رئاسة الحكومة بصلاحيات واسعة لرئيس الحكومة ومن خلفه الطائفة .

ثانيا.التصدي لأي محاولة من داخل مكونات التحالف لشق صفه وكسب تحالفات من خارجه واجهاض مبدأ المكونات الثلاث التي اعتمدتها القوى السياسية بعد عام 2003 .

ثالثا.ابقاء الانقسام الطائفي والاثني والمناطقي كمصدر اساسي لدعم ورفد الفعاليات الانتخباية والايحاء لابناء الجنوب والوسط بان من يريد ان يتحالف او ينتخب خارج اطار الطائفة او المنطقة فانه في خطريهدد وجوده ومصالحه .

رابعا .اعطاء رسالة تطمين الى ايران وامريكا بان مبدأ المكونات الطائفية والاثنية الحاكمة لا يمكن التنازل عنه او افشاله .

خامسا.قطع الطريق على اي حركة او حزب يؤمن بوحدة العراق من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وعرقلةصعود نجم المثقفين والمعتدلين والعلمانين والليبرالين والعروبيين الذي بدأ المزاج الجنوبي بالميل لهم بعد فشل المشروع الطائفي .

سادسا.عدم فسح المجال للاشخاص الذين حصلوا على تايد الشارع العراقي بشكل كبير لتغير معاير واهداف المشروع الطائفي بالعمل على تغيره .

اذن الدعوة الى مأسسة عمل التحالف الوطني ليس المقصود بها خدمة العراق كبلد موحد ورفع شأن المواطنة كاعلى معيار في توصيف الهوية الوطنية البعيدة عن التمترس الطائفي والعرقي بل المقصود منه التصدي لاي محاولة لاسقاط المشروع الطائفي والاثني برغم انف العراقين وبارادتهم .

الصراع على السلطة وعدم عمق المشروع الطائفي في العراق وانشغال ايران بحل مشكلاتها مع الغرب وضعف الدور الامريكي عوامل تفتت مشروع اقامة مؤسسة التحالف الوطني .

ان مغريات السلطة بالعراق كثيرة وكبيرة وان الظفر بسدة الحكم يعد لدى الكثيرين غاية ووسيله لتحقيق ما يصبون اليه هم واتباعهم ,ناهيك عن ضحاله وضعف وفشل المشروع الطائفي داخليا وخارجيا دفع بالكثير من السياسين للتركيز على الحصول على السلطة بدل الالتفات الى التمترس الطائفي خصوصا وان الشركاء الاخرين في نفس المكون لا يختلفون كثيرا عن بعضهم في السعي للحصول على المغانم والامتيازات والمغريات .لذلك فان فشل المشروع الطائفي او مؤسسة التحالف الوطني الشعي امرا مؤكدا رغم محاولات انعاشه واعاده الروح اليه .

فشل مشروع التحالف السني

تعثر وعدم تبلور تحالف سني عراقي وفشل مشروع الاحزاب الاسلامية السنية (الاخوان المسلون) عربيا ,وعدم مقبوليتهم لدى ابناء المحافظات الغربية والشمالية عوامل هامة في كسر قاعدة تقسيم العراق وفشل المشروع الطائفي .

والبرغم من المحاولات المستميتة من قبل هؤلاء لاحياء وارساء المؤسسات الداعمة للطائفية باشكال شتى وعنواين فضفاضة فان الشكل القبيح للطائفية ظهر بشكل جلي للعراقين ولا ينبغي الوثوق بهؤلاء ولا بنواياهم مرة اخرى وان الزمن القادم سيكون افضل للعراقين بشرط سقوط هذا المشروع .

أحدث المقالات

أحدث المقالات