22 ديسمبر، 2024 11:17 م

عندما يتحكَّم الجاهل تُسحق الشعوب وتُحتَل الأوطان..العراق نموذجا

عندما يتحكَّم الجاهل تُسحق الشعوب وتُحتَل الأوطان..العراق نموذجا

سُئِل أعرابي عن دليل وجود الله ؟ فقال: البعرة تدل على البعير.. والأثر يدل على المسير.. فسماء ذات أبراج.. وأرض ذات فجاج.. ألا تدل على العليم الخبير..، بهذه العبارة نطقت الفطرة على لسان ذلك الإعرابي، فالعقل يحكم بأن كل موجود لابد من مُوجِد له، ولكل اثر مؤثر، ولكل علة معلول، وهذا ما يسمى بالدليل اللبي العقلي، فحاتم الطائي لم يُعرَف بالكرم إلا بعد أن ظهرت آثار كرمه، وانشتاين لم يُعرَف بأنه صاحب النظرية النسبية ألا بعد أن قدم بحوثه ونتائجه، وهكذا فان كل دعوة مهما كان عنوانها وكل لقب ودرجة لابد من وجود اثر يدل عليها…كما أن معرفة الأثر أو المطالبة به أمرٌ يفرضه الشرع والعقل والمنطق، حتى تكون مسيرة المجتمعات بالإتجاه الصحيح، وحتى لا تُسلِّم زمام أمورها بيد من لا يملك أثرً ولا بعرةً، مهما كانت مسؤوليته( دينية سياسية، اقتصادية، اجتماعية…) لأنه عندما يقود المجتمع من لا يملك أثرا سياخذ به إلى الهاوية والسقوط والتخلف، كما إن صاحب الأثر لا يتردد في إظهار أثره بل قد يتحتم عليه إبراز آثاره وأدلته، فإذا كان الخالق قد اظهر دليله وأثاره، فلماذا يخفى المخلوق آثاره؟!!!، إلا إن يكون فاقدا لها؟!!!.على ضوء ما تقدم ننطلق لتسليط الضوء على قضية هامة جدا تتعلق بالسيستاني الذي تربَّع على عرش المرجعية دون أن يقدم دليلا ولا أثراً يدل على استحقاقه لهذا المنصب الخطير، والذي يُخطئ مَن يعتقد انه ذو بعد ديني يرتبط بعلاقة المكلف بمرجع التقليد فحسب، بل إن القضية أبعد من ذلك وأعمق بكثير، خصوصا بعد أن أقحم السيستاني نفسه بالسياسة، فقد ارتبطت هذه القضية بمصير العراق وشعبه، بل امتدت تداعياتها إلى دول وشعوب المنطقة، بعد أن عمد الإعلام المأجور ومن ورائه دول الاحتلال وعلى رأسها المحتل الأخطر الأشرس إيران، على جعل السيستاني القطب الأوحد الذي تدور حوله رحى العملية السياسية واختزلت فيه موقع المرجعية، وكذا القرارات والفتاوى التي اثبت الواقع أنها لم تصب إلا في صالح دول الإحتلال، وبذلك صادرت تلك الدول التي بشرت بالديمقراطية وحرية الرأي كل الحقوق والحريات باعتبار أن العراق بلد متعدد الأديان والطوائف، وتلك الدول اختزلت مصير العراق بما يصدر من السيستاني فقط وفقط!!!!!وعودا إلى بدء نتساءل: أين اثر ودليل السيستاني على اجتهاده فضلا عن أعلميته ؟؟!!!هل يوجد شيء مطبوع أو مكتوب في الخارج أو الداخل من البحوث الأصولية والفقهية للسيستاني؟؟!!!، لماذا لا يوجد لها اثر ولا بعرة؟؟!!، أليس من المنطقي وهو المتعارف عليه في السلك الحوزي أن يكون للسيستاني بحوثا فقهية أو أصولية تثبت دعواه؟!!، أين هي ثمار السيستاني التي يُعرَف بها؟!!، والتي من خلالها وعلى ضوءها يُشْهَد له بالاجتهاد والأعلمية، وإلا فلا اعتبار شرعي علمي أخلاقي لأي شهادة ومهما كان عنوان صاحب الشهادة (ان كانت ثمة شهادة)، لأن الشاهد أو ما يسمى بأهل الخبرة إنما يشهد على ضوء وجود الأثر الذي هو البحوث الأصولية والفقهية، ومع عدم توفرها تنتفي الشهادة بانتفاء موضوعها ومتعلقها، لأنه على ماذا استند الشاهد في شهادته في ظل غياب البحوث الأصولية والفقهية، وان شهد احد للسيستاني رغم عدم امتلاكه للبحوث الأصولية والفقهية فهذا يقدح في عدالته وهي من أهم الشروط التي ينبغي توفرها في أهل الخبرة وبذلك تكون شهادته باطلة…ومن هنا ندرك السر وراء فشل السيستاني في فتاواه وقراءته وانه ساق العراق من سيء إلى أسوأ لأنه عندما يتصدى من ليس بعالم ويقحم نفسه بالسياسة فعلى الشعب والوطن السلام، كما يقول المرجع الصرخي:((لنسأل عن العالِم ، لنسأل عن علم العالِم، لنسأل عن أثر العالِم، لنسأل عن كتب العالِم، لنسأل عن علم العالِم، وفقه العالِم، أما عندما يؤتى بعالِم ليس بعالِم، بعالِم لا يمتلك أي حظ من العلم، فماذا تتوقع من هذا العالم، ماذا يعطي من فتوى، ماذا يعطي من حكم، ماذا يعطي من نصيحة، ماذا يعطي من إصلاح؟! سيأخذه الهوى يمينا وشمالا، يأخذه الجهل يمينا وشمالا، يصعد به وينزل به، والنتيجة خراب البلاد وخراب العباد وهلاك العباد))،فعندما يتحكم الجاهل تُسحق الشعوب وتُحتَل الأوطان..العراق نموذجا، وبين انعدام الأثر الأصولي والفقهي للسيستاني سُحقت الشعوب وأحتُلت الأوطان.https://www.youtube.com/watch?v=uQtv43i2P1s