17 أبريل، 2024 1:59 ص
Search
Close this search box.

عندما يبرر الفاشل فشله

Facebook
Twitter
LinkedIn

هناك مايمکن وصفه بالاجماع الکامل فيما يخص موقف معظم القوى السياسية العراقية وأغلبية الشعب العراقي من إن الولايتين المتتاليتين لنوري المالکي کرئيس للوزراء، کانتا السبب الاکبر في خراب العراق وتدهور أوضاعه على مختلف الاصعدة، ولاسيما بعد أن تمادى المالکي کثيرا في إنسياقه وراء نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وفتح أبواب العراق على مصاريعه من أجل نشر وترسيخ نفوذه فيه، وإن المساعي المتباينة التي بذلت من أجل التغطية على هذه الحقيقة أو طمسها وتحريفها لم تتوفق لکون القضية أوضح من الشمس في عز النهار.
عندما يسعى اتئلاف دولة القانون، الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، يوم الثلاثاء المنصرم جاهدا، تحميل الادارة الامريكية السابقة مسٶولية التسبب بـ”دمار وخراب العراق”، وإظهار حکومة المالکي في رداء وطني يقف الى جانب الشعب العراقي ويواجه الاطماع والتدخلات الخارجية، فإن ذلك بمثابة مسعى جديد من أجل تبرئة المالکي من الاوضاع المأساوية التي دفع الشعب العراقي قسرا لمواجهتها، خصوصا عندما يردف بيان صادر عن هذا الائتلاف متحدثا عن”حجم الدعم الكبير الذي قدمته الادارة الامريكية السابقة لزعزعة الأمن والاستقرار في العراق وإسقاط المدن بيد عصابات داعش الإرهابية عام 2014 بهدف إسقاط الحكومة العراقية ورئيس الوزراء نوري المالكي”، وهذا الائتلاف يسعى للقفز على الدور المشبوه للمالکي و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في تهيأة الارضية والاجواء المناسبة لدخول داعش للعراق وإستيلائه على مناطق شاسعة فيه.
الادارة الامريکية السابقة، کانت واحدة من أفضل الادارات الامريکية تعاملا مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما من حيث دور المشبوه في العراق، وهذه حقيقة توضحت تماما بعد مجئ الادارة الحالية التي إنتقدت وتنتقد اداء الادارة السابقة من حيث دورها السلبي في”غض النظر”عن الدور المشبوه لطهران في العراق والمنطقة والسکوت عنه وبالاخص في العراق الذي صار في عهد المالکي أشبه مايکون بمحمية تابعة لنظام ولاية الفقيه.
هذا البيان البائس، وهذا الاتهام الاکثر بٶسا منه، يصطدمان بحقيقة دامغة وهي إن عهد أوباما کان العهد الذهبي للنظام الايراني في العراق والمنطقة وإن کل ماقد جرى خلال ذلك کان للنظام الايراني الدور الابرز فيه، ولأن النظام الايراني يواجه مرحلة صعبة جدا تشير مختلف المٶشرات إستحالة خروجه منها سالما خصوصا بعد أن صرح رودي جولياني، مستشار الرئيس الامريکي في مٶتمر باريس للمعارضة الايرانية الذي أقيم في 30 حزيران الماضي من إنه:” سنكون واقعيين إذا قلنا إن نهاية النظام الإيراني قريبة”، مشيرا إلى أن “سقوط نظام طهران سيكون خلال عام.”، ولأن نوري المالکي ومن تبعه من المحسوبين على هذا النظام فإن مصيرهم في نفس القارب الذي يوجد فيه النظام الايراني!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب