الكتابة هي التعبير الحقيقي لأصحاب المواهب في جميع مجالات الثقافة العامة، وتجد أن هناك اختلافًا نوعيًا من حيث تعلق القراء بأحد فروع الكتابة الأدبية، وكذلك الدور الأول للبيئة التي يعيشها الكاتب. فتجد هناك عشاق للرواية وتألق الكاتب الروائي في هذا المجال لدى جمهور القراء… وتجد أن الرواية المميزة والمشهورة المطبوعة قد وصل عدد طبع النسخ منها الملايين، وهذا دليل واضح على إبداع الكاتب في ترتيب سطور الكلمات وسرد أحداث الرواية بشكل تفصيلي مع الحفاظ على عنصر التشويق للقارئ وكأنه يعيش مع أحداث الرواية ومضمون القصة التي اختارها الراوي لأحداثها… وقد وصل الكثير من كتاب الرواية إلى عالم النجومية والشهرة وتمت ترجمة رواياتهم إلى عدة لغات عالمية وحصلوا من خلالها على جوائز عالمية رصينة…
وفي مجتمعات أخرى وربما ازمان مختلفة تجد نوع ادبي آخر وهو قصائد@ الشعر وفيه أنواع  عديدة مثل الشعر النبطي والعمودي والحر، وتجد مهرجانات الشعر وتواجد الشعراء على منصات الإلقاء، إضافة إلى المسابقات الثقافية للشعر والتنافس بين الشعراء من مختلف دول العالم العربي. وقد خصصت الدول والمنظمات الثقافية جوائز كثيرة للفائزين بأحسن قصيدة. وفي هذا المجال الأدبي برز عدد من الشعراء في عالمنا العربي معتمدين على مواهبهم في تأليف أبيات قصائدهم وتحويلها إلى ملحمة شعرية رائعة تميزت أبياتها بأحداث جرت في الواقع الحياتي اليومي. وقد أضاف الشاعر صفات الحماس والغزل والمدح ومعاتبة الزمن والكتابة في دواوين الملوك والنصائح الدينية والدنيوية…
أما في مجال المقالة الأدبية، فهناك الكثير من الكتاب الذين تخصصوا في ترتيب وتأليف كلمات المقالة وقاموا بصياغة حروف كلماتها من موضوع وإلهام فكري معين. وهنا يجد الكاتب الصيغة التي يستلهم منها كتابة موضوع معين، وعادة ما يكون هذا الموضوع إما ثقافيًا عامًا أو خاص يتحدث عن حالة مجتمعية معينة تحتاج إلى نوع من التصحيح والتقويم. وهنا يدخل النقد البناء والنقد الهدام، ولكن الحقيقة هي  الصيغة التي اختارها الكاتب لكتابة مقالته ومدى تجربته وممارسته لهذا النوع من الكتابة وآثارها في نفوس القراء الذين تجدهم يتابعون كلماتها منذ البداية حتى النهاية لأن الموضوع ربما يعنيهم وهو من صلب الواقع الذي يعيشون فيه. وهناك مجالات ثقافية متعددة كثيرة خاصة ونحن نعيش اليوم في عهد النهضة الثقافية الإلكترونية التي صنعتها لنا وسائل التواصل الاجتماعي وظهور العديد من المواهب الجديدة.
نعم، عندما يبدع القلم تجد الكلمات متناسقة في أسطرها وكلها تتحدث عن مشروع ثقافي واحد، وتجد القراء يتابعون  أحد هذه الأنماط الثقافية أو ربما جميعها إذا سمحت لهم الأوقات بمواصلة القراءة.
فشكرًا لكل الأقلام التي أبدعت وأوصلت لنا أحد هذه الأنواع الأدبية، سواء كانت تتحدث عن الحاضر الذي نعيشه أو تاريخية عن الماضي أو ربما لإيصال فكرة عن المستقبل القادم…