لا احد يعرف حتى الان ان كان ما يفعله الدكتور احمد الجلبي ابرز وجوه عراق ما بعد عام 2003 دعاية انتخابية مبكرة ام كشفا لحسابات مؤجلة. الرجل اقترن اسمه بالاحتلال الاميركي بعد التغيير مثلما اقترن بالمعارضة ضد النظام السابق على مدى عقود ماضية قبل التغيير. نجوميته افلت بشكل ملحوظ خلال حقبة ما بعد التغيير فيما كان المتوقع ان يكون في صدارة المشهد مواقع ومسؤوليات. لكن رياح التغيير جرت بما لاتشتهي سفنه. لم يحصل على فرصته ايام ركب الجميع موجة المقاومة ومناهضة الاحتلال ما عدا الاكراد طبعا. لم تنصفه اميركا برغم انه كان من كبار اصدقائها ايام كان الصديق وقت الضيق. ولم تنصفه العملية السياسية التي صممها واخرجها الاميركان. كما لم تنصفه كل انواع المقاومات الصحيحة منها ام الكاذبة, الشريفة وغير الشريفة. الوحيد الذي انصف الجلبي هو الرئيس جلال الطالباني شافاه الله حين قال بحقه “يامن تعب يامن شكه يامن على الحاضر لكه”.
ما يلفت النظر ان الدكتور الجلبي الذي يعترف له الجميع بقدراته كرجل دولة من طراز رفيع اتجه الان الى مواقع التواصل الاجتماعي وبالذات ” الفيس بوك ” لبعث رسائل من الوزن الثقيل تتعلق بملفات فساد بدءا من مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي وحتى ديواني الوقفين الشيعي والسني مرورا بامكنة وزوايا اخرى في الحكومة ومفاصل السلطة. الجلبي الذي عاش وتعلم في الغرب منذ وقت مبكر ليس محكوما بعقدة الرئيس والمرؤوس حيث لا ننسى انه كان في سنوات الاحتلال الاولى رئيسا لهيئة اجتثاث البعث ايام كانت “تكرك” وكان المالكي نائبا له. المالكي اليوم رئيسا للوزراء ووزيرا للامن ما ظهر منه وما بطن بينما الجلبي “مكابل” الفيس بوك “يبحبش” . السؤال الذي يطرح نفسه هو هل قرر الجلبي اخيرا ان يدوس على كل شياطين الفساد في الدولة واجهزتها ولا يصيح اسم الله؟
يبدو الامر كذلك. فطبقا لكشوفات الجلبي حتى الان فان ميزانية مكتب رئيس الوزراء تزيد على ميزانية وزارة الاتصالات بـ/5/ مرات ، وتزيد ايضاً عن ميزانية وزارة التخطيط بـ/11/ مرة. ولم يتوقف الجلبي عن “بحبشاته” حيث كشف عن هروب نحو 28 مقاولا كبيرا مع الاموال التي تم رصدها للمشاريع التي سلمت لهم. وان ذلك تم بالتعاون مع متنفذين في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي. الجلبي ابدى استغرابه من ان المالكي علم مؤخرا ً بان مكتبه الخاص يهدر أموالا غير مبررة. ويستمر الجلبي في “تبحبشه” ليفسر احد اهم اسباب رفض المالكي تعيين وزيرين للدفاع والداخلية وذلك من اجل استثمار اصوات اكثر من مليون منتسب في هاتين الوزارتين لصالحه في الانتخابات المقبلة. هل كشف الجلبي كل شئ؟ هل مازال في جعبته الكثير؟ هل ينتقل من العالم الافتراضي الى الواقعي؟ ليس امامنا سوى الانتظار والضغط على المزيد من لايكات الاعجاب .. وبالروح بالدم نفديك يا … “مارك زوكربيرج”