23 ديسمبر، 2024 8:47 ص

عندما يأمرنا بالتقوى و ينسى نفسه

عندما يأمرنا بالتقوى و ينسى نفسه

أخيرا سألني احد الأصدقاء عن منشوري الأخير عشية مغادرتي مدينة الموصل بينما كنا نقوم بجولة بسيارته.
نص المنشور
” وداعا يا وطن!
في وطني تتوقف السيارات امام المطبات الاصطناعية وتسرع غير مبالية بالسابلة
منظر يجعلني ادرك تماما ان دولتي لا تحترم مواطنيها، الا انني متشبث بنهضتك يا عراق الخير.”
سألني هذا الصديق باستغراب وهو ناشط في مجال حقوق الانسان و الذي يبحث و يعمل على رفع شأن المواطن العراقي عاليا .
– قل لي بربك. ما هي علاقة السياقة بالمواطن و احترام المواطن؟ و شعورك باليأس؟
طرح سؤاله بطريقة ساخرة. نظرت اليه بارتياح وقلت له.
– أخيرا سألني شخص عن هذا الموضوع وقد سجلتها لك يا صديقي. أنت ناشط في مجال حقوق الانسان و تعمل على أن تقوم الدولة باحترام مواطنيها، صحيح أم أنا مخطأ؟
أجابني وكأنه يمضغ ليمونة صاعقة الحموضة، و اعلم تماما أنه لا يعني سوءا لكن لنا علاقة خاصة نستفز بعضنا في بعض الأحيان بهدف الفكاهة .
– نعم صحيح، و قد عملت لسنوات طويلة في هذا المجال.
– وتتنقل بسيارتك في كل انحاء العراق لتعمل على تحقيق هدفك. هدفك بأنشاء دولة ديمقراطية عادلة تحترم مواطنيها. صحيح؟
بدأ يظهر استيائه من اسئلتي و كان واضحا من صوته. وأجابني بسرعة و كأنه يقول خلص صبري.
– نعم أفعل ، و اسافر في كل المدن؟ هل صدر منع سفر ضد العراقيين في داخل العراق؟
تعالى صوت قهقهته و ضحكت معه.
سألته كيف تقود سيارتك؟ اجابني مستهجنا
كما يقود الناس سياراتهم. يعني كيف اقود سيارتي. كما تشاهدني الآن.. متمكن من السياقة.
ضحكت كثيرا وشعرت بأنه تضايق من ضحكي. فسألني باستفزاز.
انطقها للجوهرة خليني افتهم.
انت تقود سيارتك مثل بقية الناس تقف امام المطب و تسرع لكي يخاف الناس من عبور الشارع.
نظر الي بريبة.
أكمل حديثك .. فضني. أكملت حديثي.
سأفضك.. انت تريد رفع قيمة المواطن و تطالب الدولة بتغير سياستها.
نعم بكل تأكيد.
اذا كان مقود السيارة بين يديك و دواسة البنزين و مكابح العجلات تحت قدميك، و لا تغير قيادتك للسيارة التي هي ملكك و تحت أمرك احتراما للأنسان، لذلك اشك بقدرتك على تغير طريقة قيادة الدولة. صمت قليلا ثم قال لي.
ارجو أن لا تكتب اسمي في منشورك…. والله يطيح حظي، أنت تعرف أصدقائنا راح ينشرون.. على المنارة..