بسم الله الرحمن الرحيم “أذن للذين يُقاتلون بأنهم ظُلموا وأن الله على نصرهم لقديــــر”
منذ أن استغلت ايران وعملائها رعونة الامريكان وحماقتهم وحرضتهم على احتلال العراق عام 2003 وفتحت الطريق لهم ووعدتهم بان الشعب العراقي سيستقبل المحتل بالورود والرياحين – حتى أعلن دهاقنتهم فيما بعد انه لولا ايران لما تمكنت امريكا من احتلال افغانستان والعراق – “والاعتراف سيد الأدلة”، بدأت ايران وبدعم امريكي واضح وبهمة عالية تنفذ مشروعها التوسعي في المنطقة للسيطرة عليها وتحقيق حلم عصافيرها في استعادة امبراطوريتهم الفارسية (التي دعا عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عندما مزق كسراهم المقبور رسالته (ص) وقتل مبعوثه، بأن “يمزق الله ملكهم شر ممزق”، ودعاء الانبياء مستجاب الى يوم الدين، فببركة هذا الدعاء النبوي لن تقوم لإمبراطورية الفرس قائمة ولن يتمكن احفاد كسرى المجوس من تحقيق حلمهم الاسطوري في استعادة دولتهم العظمى البائدة حتى ولو بعد حين). ومنذ احتلال العراق وما قبله كان نظام الملالي الايراني يسعى جاهدا لامتلاك السلاح النووي ليكون اداة له في التسلط على الاقليم برمته وفرض مشروعهم التوسعي بقوة السلاح النووي… كما انها اهتمت ايضا ببناء صناعة السلاح الكيمياوي والجرثومي كرديف او بديل لسلاحها النووي حيث ان مشروعها المزمع لا يتحقق إلا باستخدام اسلحة الدمار الشامل لأنه أصلا مشروع تدميري تبغي منه التمدد اقليميا على حساب تخريب البلدان المجاورة والتوسع على انقاضها. وبدت بوادر تنفيذ هذا المشروع واضحة جلية منذ الأيام الاولى للهجوم الامريكي وتحالفه الثلاثيني على العراق (حيث بدأت قناة “العالم” الايرانية بثها الموجه باللغة العربية) وتسخير كافة امكانياتها وخبثها ودسائسها لإحكام السيطرة على العراق الذي هو الحلقة الاولى في مسلسل مشروعها التدميري، فالعراق بإمكانياته المادية والبشرية يمكن ان يكون داعما قويا للمخطط الايراني في حالة الهيمنة الكاملة عليه من قبل اتباع ايران وعملائها. فسعت جاهدة الى حكم العراق بالوكالة من قبل الاحزاب التي تأسست و ترعرعت في ايران ومن قبل حثالات أوصلتهم بمساعدة المحتل الامريكي الى سدة الحكم والتسلط على مقدرات العراق بعد ان استخدمت وبجدارة فائقة التحشيد الطائفي واستغلال الدين ومراجعه ليكون اداة بيد عملائها للوصول الى السلطة والهيمنة السياسية تحت ذريعة النظام الديمقراطي وصندوق الانتخاب. وكان المستهدف الرئيسي هم شيعة العراق بغالبيتهم العربية حيث انهم وحسب الظن الايراني يمكن استغلالهم طائفيا ليكونوا وقودا لتمرير المشروع الايراني وتوسعه في المنطقة لذلك بدأ تجنيدهم في الجيش حصرا وإنشاء المليشيات الطائفية التي تدربت في ايران من ابنائهم لمحاربة ايناء وطنهم بالنيابة عن ايران وعملائها فنراهم اليوم اضافة الى قتال ابناء بلدهم فهم يسخرون لأغراض النظام الايراني ومشروعه التوسعي فيتم ارسالهم ليُقتلوا في سوريا دفاعا عن نظام البعث الذي يجتث في العراق ويُستغل ابنائهم وحاجتهم للمال لينظموا الى قوات الجيش والشرطة الاتحادية وغيرها واليوم يرسلون الى محرقة الانبار التي اوقدها المالكي ارضاءا لأسياده وأولي نعمته ملالي قم وطهران ووقودا للمشروع الايراني … كل هذا لان ايران تعلم جيدا ان مشروعها لا ينطلي على بقية العراقيين خصوصا منهم العرب السنة والكرد العراقيين فهم العقبة الرئيسية التي تقف بوجه تحقيق هذا المشروع الدموي . فبالرغم من ان الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال الامريكي ولحد الان والتي تسلقت الى سدة الحكم بأصواتهم التي تدعي هذه الحكومات انهم انتخبوها (ديمقراطيا) إلا ان هذه الحكومات اهملت مطالب هذه الطائفة وما زالوا يعيشون في بلدهم باسوأ حال وفقرائهم يقتاتون على المزابل في بلد يعيش فيه 3 ملايين من نفوسه تحت خط الفقر بالرغم من ان ميزانيته السنوية بلغت ارقاما فلكية تكفي لبناء وتطوير واستقرار 10 بلدان كالعراق… وبالرغم من كل الثروات التي يمتلكها هذا البلد إلا أن حكومة العمالة الايرانية سرقت هذه الاموال لصالح اسيادها الفرس في اكبر عملية سطو وفساد وإفساد لتغطية مساهمتها المادية من اموال الشعب العراقي في المشروع التوسعي الفارسي اضافة الى استخدام الشعارات الطائفية والتجهيل والاستغلال لسَوق ابناء الشيعة العراقيين الى محارق الموت والدمار التي تشعلها ايران في العراق والمنطقة .
وبعد ما يقارب الاحد عشر عاما من تسلط العملاء المزدوجين لأمريكا وإيران على مقدرات العراق وادعائهم ببناء نظام ديمقراطي اتحادي تعددي بديلا عن نظام البعث الدكتاتوري إلا ان كافة المؤشرات والدلائل تشير بما لا يقبل الشك بان المخطط الايراني جاريا في العراق على قدم وساق وعلى ايدي من اختارتهم ايران حصرا ليكونوا في سدة الحكم والتسلط على العراق وشعبه لأنهم خير من ينفذ هذا المخطط وهم من يحظون بثقة الملالي الكاملة… فحتى سياسوا الشيعة المعتدلون والبارزون كالدكتور أياد علاوي وحسن العلوي وحازم الشعلان بل وحتى الدكتور عادل عبد المهدي او أحمد الجلبي لم يحظوا برضا دهاقنة ايران فحاربتهم ورفضت وصولهم الى مراكز قيادية رئيسية في العراق لأنهم برأي ايران غير صالحين لتنفيذ مشروعهم في العراق… بل وحتى السيد محمد باقر الحكيم تم اغتياله في وقت مبكر بعد عودته الى العراق وحورب الكثير من زعماء الشيعة من معارضوا الداخل للنظام السابق كالدكتور نديم الجابري ومقتدى الصدر والشيخ الخالصي والبغدادي والمؤيد وغيرهم … فإيران لا تهمها مصلحة شيعة العراق ولا كل الشعب العراقي انما هي تسعى لتنفيذ مخططها الجهنمي وتنصيب من ينفذ هذا المخطط بالحرف الواحد. فمنذ ان تسلقت حثالات الدعوة الفارسية وتسلطت على مقدرات العراق منذ عام 2005 ولحد الآن وهي تسعى لإثارة الانقسام الطائفي وإضعاف عرب العراق وطمس هويتهم القومية لان العرب هم غالبية شعب العراق فكان لزاما على ايران ان تفرقهم طائفيا وتلغي تسميتهم بعرب العراق واستبدلت هذا المصطلح بتعابير طائفية كالشيعة والسنة وكأن العرب هم فقط من فيهم الشيعة والسنة وغيرهم ويتجاهلون ان الاكراد فيهم مختلف الديانات والطوائف وكذلك التركمان وغيرهم. ولكن العرب هم المستهدفون قبل غيرهم من بقية العراقيين من قبل المشروع الصفوي الايراني لأنهم يعتبرون العقبة الرئيسية الكأداء التي بإمكانها عرقلة مشروع التوسع الفارسي، ولا يمكن السيطرة عليهم ومن ثم استغلالهم لتنفيذ هذا المشروع الفاسد شكلا ومضمونا إلا بإشاعة روح الفرقة وثقافة الحقد والبغضاء فيما بينهم لذلك سعى عملاء الصفويون في العراق الى تشكيل مليشيات طائفية حاقدة كما قاموا بتفجير العتبات المقدسة في سامراء لإثارة فتنة طائفية بين ابناء الشعب الواحد وحاربت كل السياسيين المعتدلين من الشيعة والسنة العرب واغتالت الكثير منهم واتهمت كل من لا ينصاع للمشروع الايراني بتهم جاهزة معلبة فتارة حازم الشعلان بالفساد المالي وطارق الهاشمي بالارهاب وكذا العيساوي والعلواني وغيرهم الكثير ونشرت حكومة الصفويين هذه الفساد وشجعت المافيات واللصوصية لتعيث في ارض العراق فسادا كما انها انتهكت حقوق الشعب العراقي وكل حقوق الانسان فمن المداهمات الغير قانونية والاعتقالات لكل من يعارض هذه السلطة الفاسدة حتى النساء لم يسلموا من الظلم والاضطهاد والقتل الممنهج… حتى امتلأت السجون والمعتقلات بمئات الالوف من الابرياء … ومع كل هذا الجيش العرمرم والقوات الامنية التي ملأت ارض العراق شماله وجنوبه وشرقه وغربه إلا ان هذه القوات لم تتمكن من الحفاظ على الامن وإيقاف التفجيرات المفتعلة التي لا تطال إلا الابرياء من ابناء هذا الشعب البائس المنكوب بهذه الشرذمة الفاسدة التي لم نسمع يوما ان الارهاب المفتعل قد قَتل او اغتال ايا من دهاقنتها، فبدا واضحا لكل ذي بصيرة ان الاعمال الارهابية والتفجيرات ما هي إلا ذريعة لهذه الحكومة وأحزابها النتنة لإشاعة الرعب والفرقة وكتم الافواه الحرة والابتزاز السياسي وأن المستفيد الاول من هذا الارهاب الدموي هم ايران والحكومة العميلة لها … فلم يشهد العراق عبر تاريخه مثل هذه الفوضى الامنية والمليشيات الطائفية والمجاميع الارهابية إلا عندما اتت شراذم حزب الدعوة الفارسية الى العراق عقب الاحتلال الامريكي ولا يمكن للعراقيين ان ينسوا ان اول تفجير ارهابي حصل في العراق ابان الثمانينات من القرن الماضي ارتكبه ما يسمى بحزب الدعوة (العميل) عندما استهدف وزارة التخطيط وقبله تفجير موكب تشييع مر بالقرب من السفارة الايرانية عام 1980 وبعده تفجير السفارة العراقية في بيروت. فأول من استخدم اسلوب التفجيرات هو ايران وعملائها ومازالوا مستمرين بهذا بل وإنهم يصدروه الى بلدان اخرى كما يصدرون ثورتهم الخمينية وفق مبدأ تصدير الثورة الايراني الذي يخدم مخططات التوسع الاقليمي الفارسي.
ومع كل هذا الافساد والطغيان والفوضى تدعي هذه الحكومة ديمقراطيتها وشرعيتها … وتتناسى انها قامت بمجزرة الزركة وقمعت مظاهرات ساحة التحرير السلمية في 25/شباط/2011 وقتلت المعتصمين السلميين في الفلوجة والحويجة وغيرها وقبل ايام قامت هذه الحكومة الباغية بتحشيد قواتها المسلحة لتقتلع خيام المعتصمين في الانبار وتقوم قواتها الباسلة بإلقاء القبض على النائب العلواني، برغم حصانته البرلمانية في زمن ديمقراطية دعوة الملالي، بعد مهاجمة داره وإعدام شقيقه امام ناظري اهله وذويه وبطريقة مهينة مقصودة لا يقوم بها إلا الفرس وأذنابهم ممن ملأ الحقد نفوسهم المريضة وظنوا انهم مانعتهم سلطتهم من غضبة ابناء الشعب وعشائره الاصيلة الذين فقدوا اي ثقة بهذه الزمرة الحاكمة المتسلطة فثارت ثائرتهم ضد هذا الظلم والانتهاكات الصارخة وتيقنوا ان القوات العسكرية التي ادعت انها قضت على الارهاب (الداعشي) في صحراء الانبار قبل ايام من مهاجمة ساحة اعتصام الرمادي انها واقعا تستهدف ابناء المحافظة والمعتصمين فيها وأنها ستقوم بمداهمة منازلهم وانتهاك حرماتهم واعتقال ابنائهم وقتل غوائلهم وإذلالهم والسيطرة عليهم ضمن مخطط ايراني متكامل للهيمنة التامة وفرض الامر الواقع على ابناء العراق الذين جرعوا ايران الخميني سم الهزيمة قبل عقود وتصدوا لجيشها في حرب ضروس امتدت لثمانية اعوام… وابكوا امريكا العظمى وجيشها الجرار واجبروا قواتها على الفرار من العراق يجرون اذيال الخيبة والعار قبل عامين فقط بعد قتال شرس استمر ما يقارب الثماني اعوام…
فشاء حظ المالكي العاثر ان يقارع ابناء العراق نيابة عن اسياده لعلهم يتصدقون عليه بولاية ثالثة ليكمل تدمير العراق وشعبه وفقا لمخططات التوسع الفارسي. وتناسى في غمرة حقده الدفين على هذا الشعب انه سيقاتل اسودا خبرتهم سوح الجهاد والدفاع عن الوطن ومقدساته لثمانية اعوام مع جيش اسياده الفرس ومن بعدها ثمانية اعوام اخرى مع جيش الاحتلال الامريكي فتراكمت كل الخبرات القتالية لأفضل قطعات الجيش العراقي الحقيقي (السابق) من فيلق الحرس الجمهوري والفيالق العسكرية الاخرى لتندلع ثورة شعبية كبرى يقودها كبار القادة العسكريين الحقيقيين عبر مجالس ثورية عشائرية مرتبطة بقيادة عامة مهنية محنكة قارعت اعتى الجيوش الاقليمية والدولية لسنوات طويلة واضطرها طيش المالكي وتسرعه وحماقته اليوم لان تستأنف المرحلة الثانية من المقاومة العراقية الباسلة التي طردت الاحتلال في مرحلتها الاولى وستقوم بإذن الله بطرد عملائه القادمون على ظهور دباباته ممن اشاعوا التفرقة والطائفية والفساد والدمار والسرقة والإرهاب والقتل وسفك الدماء البريئة كان آخرها الجريمة الكبرى التي لا يمكن انكارها في قصف المدنيين بالأسلحة الثقيلة وتدمير مساكنهم وقتل ابنائهم انتقاما للخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات المالكي الصفوية في اعتدائها على ابناء هذا الشعب الثائر البطل. ولن تنطلي على ابناء العراق والعالم كله أكاذيب نظام الفساد والدجل وادعاءاته بمحاربة القاعدة او داعش التي سبق وأن ذاقت مر الهزيمة على ايدي ابناء هذه المحافظة الباسلة والتي اثبتت احداث الثورة السورية ان داعش ما هي إلا صنيعة ايران وأذنابها لأنها قامت بمقاتلة ثوار سوريا نصرة للنظام السوري الفاشي. فالديكتاتور الحالي المنصّب على العراق قام بما لم يقم به ابشع الدكتاتوريين في العالم الذين لم يجرءوا على ضرب ابناء شعبهم وقصفهم بالمدفعية الثقيلة بعيدة المدى بكل جبن وخسة ونذالة وإشاعة القتل والإرهاب كما اشاعه هؤلاء العملاء المأجورون.
على كافة وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني وكل الخيرين الشرفاء ان يحددوا موقفهم من الارهاب الذي مارسته (الدولة) سابقا وتمارسه اليوم ضد ابناء هذا الشعب العريق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ العراق فهناك معسكرين لا ثالث لهما فأما معسكر الاحتلال الفارسي الغاشم وأعوانه وعملائه وأدواته وأما معسكر الشعب العراقي الذي أعلن ثورته على هذه الطغمة الفاسدة ولن تنثني عزيمة الثوار مهما طال امدها والله ناصر الحق فدولة الباطل تدوم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة… وانها لثورة على الظلم والفساد حتى النصر المبين وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.