الكثير من الناس يقبلون يد المعمم ،ويجلونه ويحترمونه، وكان عندما يمر في سوق ،او شارع ، او حضوره لمناسبة، يقفون له احتراما واجلالا لمكانته الدينية ،وسمعته الطيبة بين الناس، ومنهم من يقول له اهلا شيخنا ،او اهلا سيدنا وهو يرد بالمثل احسن التحية.
ان للعمامة قدسية خاصة، ثم تعني ديمومة الاتصال بأخلاق الاسلام وتوفير الاطمئنان وحسن النية في الانقياد لهذه الشريحة المكلفة شرعا بهداية الناس وتوعيتهم ففي العراق خصوصا قادت العمامة حركة الجهاد ضد المحتلين الانكليز في الشعيبة عام 1914 وقادت ثورة النجف الكبرى عام 1918 وقادت ثورة العراق الكبرى عام 1920 ووقفت لمنع تمرير المعاهدة العراقية البريطانية ومهما يكن شكل العمامة وحجمها ولونها فأنها تبقى محاطة بالاحترام والقدسية ما دامت مرتبطة حقا بقدسية الدين الحنيف وساهرة على مصالح الناس في الامور الجوهرية المتعلقة بتنظيم حياة المسلمين الشرعية والاجتماعية والسياسية.
هناك معممون يدعون للخير والمحبة والتسامح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدفاع عن الوطن بالغالي والنفيس وبالمقابل هناك معممي الفتن والرذيلة وخلط الاوراق واثارة النعرات الطائفية والعرقية والاثنية بين ابناء البلد الواحد متهمون بالفساد وسرقة المال العام هؤلاء المعممون المزيفون تسلطوا باسم الدين ونهبوا اموال الفقراء والمساكين تحولت الى اجسادهم النتنة والى ارصدة لهم اثاروا الفتن بين ابناء العراق من شماله الى جنوبه حتى جعلوا من العراق شاملا بلا رحمة وبلا انسانية شيمتهم الكذب والسرقة وتزوير الشهادات وتلفيق تهم ضد الابرياء بهدف تصفيتهم، هؤلاء المنبطحون للأجنبي، أي اسلام يحملونه.
“باسم الدين باكونه الحرامية” أحد الشعارات التي راحت تصدح في ساحات التظاهر في عموم المناطق الجنوبية والوسط. يرددونها تلاميذ المدارس الابتدائية عند خروجهم من مدارسهم يوميا وفي جميع المناطق.
ما نريد التوصل اليه ،هو قيام بعض المعممين السياسيين المساهمين بالعملية السياسية الهزيلة، بالإساءة لقدسية العمامة التي ترتجف خجلا فوق رؤوسهم ، بعد ان اصبحوا موقع سخرية وتشهير في الاوساط العامة والخاصة ، عندما وقعوا على الاتفاقية الامنية مع الامريكان، وقبلها جاءوا بالمحتل الكافر الى ارض الوطن ،ومنهم من يسمي المحتل بالصديق والمحرر، ومنهم من يطالب باعتبار يوم الاحتلال عطلة رسمية ،المعتصمون في الانبار، قرروا طرد المعممين المطالبين بالإقليم من ساحتهم ،والمتظاهرون في المثنى والبصرة ،وكربلاء والنجف وبابل، طردوا المعممين في مجالس المحافظات، الذين حاولوا استغلال التظاهرات، ونعتوهم بشتى الاوصاف ،ومن يريد ان يعرف قيمة نفسه الحقيقية ، من المعممين والافندية ،المساهمين بالعملية السياسية الفاشلة ،أن يذهب الى شارع المتنبي، والى تجمعات العمال الكسبة، كما فعلها عمار الحكيم ، ليعرف قدر نفسه؟!! وصدق الشاعر الغنائي حازم جابر عندما قال:
وجم معمم ويمعمم ياعراق
راد منصب خله لعمامة جسر
وجم معمم وبمعمم ياعراق
يصلي بينه وهو يتوضأ بكفر
هذا هو واقع بعض المعممين ،وغير المعممين، المتسترين بثوب الدين في العراق” الجديد” المنبطحين لسياسة الاجنبي..