23 ديسمبر، 2024 8:13 ص

عندما لايحسنون الاداء ولا يقدرون الزمن

عندما لايحسنون الاداء ولا يقدرون الزمن

ان قرارات المحكمة الاتحادية في الاونة الاخيرة هو فصل مؤلم في تراجيديا العراق الجديد و لا  تشير الى احترام ارادة الشعب في الاصلاحات والدستور المريض واستقلالية الرئاسات التي طالما ناشدت الجماهير  بتحقيقها، والتي تعتبر دعامة أساسية من دعائم الديمقراطية”. وتطغى عليها صبغ سياسية تصب الزيت على النار في الكثير من الاحيان ولصالح الجاني مثلما حدث في قضية فساد سليم الجبوري والتي كانت تعتبر قضية رأي عام تحتاج الى دقة في اصدار قرارحسمها لا خلال سويعات ،بينما نرى ان  قرار في عودة نواب رئيس الجمهورية رغم انها مسميات تشريفاتية لا تفي بأي مسؤولية سوى خلق الخلافات التي تعيق العمل بالقرارات وتكلف خزينة الدول الرثة مليارات من الدولارات الغير المنتجة و ارضاء لاطراف في العملية السياسية تطول لاكثر من سنة وتعلن مغايراتها للمادة 143 من الدستور والسؤول لماذا في هذا الوقت الحساس… ؟.
لا يخفى على المتابع لسير الأحداث بخاصة السياسية منها ما للأزمات بكل أنواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو البناء، وفي قراءة متأنية لدور الأزمة بشكل عام يفضي بنا إلى لمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها ان المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة وكفوءة في التعامل مع الأزمات كانت أصلب عودا وأكثر على المطاوعة والاستمرار من قريناتها التي انتهجت أسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة سلفا مع بؤر الصراع والتوتر ما أدى بالتالي إلى ضعفها وتفككها، فالأزمات ظاهرة ترافق سائر الأمم والشعوب في جميع مراحل النشوء والارتقاء والانحدار. في الأحداث التاريخية الكبرى نجد انه بين كل مرحلة ومرحلة جديدة ثمة أزمة تحرك الأذهان وتشعل الصراع وتحفز الإبداع وتطرق فضاءات بٍكر تمهد السبيل إلى مرحلة جديدة, غالبا ما تستبطن بوادر أزمة أخرى وتغييرا مقبلا آخر، وكان لنمو واتساع المجتمعات ونضوب الموارد المتنوعة وشدة المنافسة السياسية والاقتصادية الكلمة الفصل في طول حياة الأزمات إلى حد أصبح تاريخ القرن السابق على سبيل المثال يشكل سلسلة من أزمات تتخللها مراحل قصيرة من الحلول المؤقتة ومن هنا فقد نشأت أفكار جدية من اجل دراسة وتحليل الأزمة ومحاولة الخروج منها بأقل الخسائر وتأخير الأزمة اللاحقة إن تعذر تعطيلها.
إلا في العراق فانه يفتقر الى مثل هذه الحالات لان بنيان ادارة البلد من الهشاشة التي لا يمكن ان تعالج بالطرق العلمية المعروفة في علم الادارة اي حالة تطورلان الفساد قد نخر جميع زواياه  و ضعف الارادة التي اسست عليها من المحاصصة المذهبية والاثنية  وكثرت الثغرات والنواقص في الدستور التي تبلغ اكثر 50% من مواده وهي الطامة الكبرى ولم نرى شيئاً في الواقع سوى جعجعة كون ان من يقودون العملية يعرفون ذلك ويتحايلون في تصحيح المسار رغم الحديث المستمر عن تلك العيوب وهي مطروحة للصياغة وتم تشكيل لجان لاعادة صياغة الدستور في كل دورات مجالس التشريع ( الوطني والنواب ) ولكن دون نتائج  وهي تعيق العمل ولاتفي بألغرض المطلوب من اجل استكمال بناء الدولة والعملية السياسية وعزائنا ان تبقى سبباً  في بناء دولة هشة لا تصل الى تحقيق ما يرده الشارع وحجر عثر امام تقدم البلد وسيبقى الحال هكذا الى ان يتطور الحراك والاتجاهات تتغيرلتبرز وجوه تتحمل المسؤولية بكل صدق اذا ماكان الاختيار صحيحاً وبعد تغيير الكثير من القوانيين ولعل صعود وجوه فيها من الحرص و التي تمثل باكورة ثقل القوى الجديدة المؤمنة بمسار الدولة العصرية وتكون سبباً في انحسار نفوذ القوى الفاشلة للوصول الى شاطئ العمل البناء والسلام والمحبة الذي يرنو اليه المواطن . والتركيز على إيمان الجميع بأهمية الوطن، فالوطن ليس مجرد مجتمع أو حزب أو فكرة، الوطن هو كل ذلك إضافة إلا أنه نحن، فلو أن كل مواطن عامل الوطن وكأنه هو لن نجد من يستخدم السلاح ليحمي الوطن الذي يقطن رأسه وحسب! ولن نجد الشباب الذين ينتظرون أن تمطر لهم السماء وطناً متميزاً فيه من العزة والسؤدد! ولن نجد من يبيع الوطن القديم ليحصل على آخربديل عن وطنه! ولن نجد من يزايد بالمبادئ تحت ذريعة حب الوطن! ولن نجد من يغالي سعر السلع، أو يزرع الحشيش بدل البرتقال والهوة، ولن نجد من يغش في الامتحان من اجل شهادة لا تفيد، ولن نجد من يخبئ معارفه حتى يصبح الأفضل، كل هذه الصور جاءت لأننا جعلنا الوطن مجرد حقيبة نعبها بأهوائنا وتقلباتنا وفق الطقس الذي نمر به.  وهناك من يعيش في أبراج عاجية مترفة ، منشغلة بمصالحها فقط لايهمهم معاناة الشارع انما المهم ملئ جيوبهم.لانهم لايحسنون الاداء والزمن .ولايتقون الله حق تقاته
وفي أجواء كهذه وانعكاساتها المباشرة على الناس، وتعمق مظاهر الأزمة العامة في البلد بجوانبها المتعددة سواء الأوضاع السياسية اوالامنية اوالاقتصادية  كيف نستطيع من ان نتأمل من المرحلة التي نعيشها الان والقادمة كي تكون المخرج من وحل الارادات الهالكة بغير التأسيس للمرحلة المستقبلية وفق اسس الكفاءة والنزاهة بعيداً عن الانا وتقويم المساربشكل صحيح ،وبالعكس اذن فإننا لا نرى إمكانية للخروج من حافة الازمات وفتح فضاءات أمام حلول جذرية للقضايا المتفاقمة المفتوحة على كافة الاحتمالات والصعد إلا بالصبر والحكمة وتنبلج من هذه المفاهيم تباشير الآمال العريضة, والايجابيات الشامخة الوطيدة. فهي رؤية الم وطموح شعب ووثبة وطن وأمل أمة ورسالة عالم, وبهذه الرؤية التاريخية سندلف إلى ربى النبوغ والكمال, ومقومات الرقي والاجلال