الهجمة الشرسة الذي يتعرض له الشعب الكردستاني، وما يعد له من خطط الحصار والحرب من قبل ايران والعراق وتركيا، بعيد كل البعد عن القيم الإجتماعية والأخلاقية والدينية وحتى السياسية الشريفة التي يدعي رؤساء وقادة هذه الدول الايمان بها. ولا اجد سببا الا التكبر والجشع وازدواجية هؤلاء الحكام تجاه شعوبهم وغيرهم هداهم الله للطريق الصواب. فهم بذلك يكرهون الناس منهم وعلى رأسهم الشعب الكردستاني الذي اصبح كل اجياله يفقد الثقة بكل شعب اسمهم يرتبط بالاسلام والمسلمين وكل ذلك من كثرة ما ارتكبه بعض هؤلاء سواء كانوا سنة في العراق وتركيا او الشيعة في ايران والعراق من أعمال وسياسات لاعقلانية ولا دينية تجاه شعوبهم والكرد على وج الخصوص. ولكن لا ذنب للإسلام وشعائره لخلطه بهذه الاعمال وماذا يفعل الإسلام هل له لسان أو يد ينطق و يدافع باسمه، أو وزير خارجية ينظر لسياساته، أو جيوش منتشرة في المحيط والبحار وجميع بقاع الأرض المعمورة لكي يحافظ على مصالحه.
الإسلام دين اختاره الله لنفسه بجميع شعائره (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ) ال عمران 19. والإسلام يدعو إلى التسامح والتعايش والحرية وتأصيل القيم الإنسانية الحضارية والكرامة الإنسانية (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ..) الاسراء 70، وهذا التكريم يعلو بها الإسلام على جميع المقدسات الموجودة أو التي قدست في زماننا من مصالح قوم بعينه كالتركي والفارسي او حكام ومرتزقة الذين يتكسبون من خلال الإسلام وشعائره ويا لها من مهنة وضيعة خسيسة!. ولا اعرف الا يقرأ هؤلاء القران ولا يتعظون قبل أن يبدؤا هجوماتهم العشوائية العنصرية على الشعب الكردي في اقليم كردستان وهم قرابة ست ملايين. الا يدعو الإسلام إلى الإصلاح (..إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود 88 ، فكيف يا اخي حيدر العبادي تقوم بالاصلاح وانت ترفض إجراء أي حوار مع إقليم كردستان، إلا بعد إلغاء نتائج الاستفتاء! الا يعتبر ذلك تعنت وتكبر من قبلك انت؟! انت بذلك تقفل باب الحوار والظاهر تريد ان تتوجه الى الحرب وإراقة الدماء! لقد صوت الشعب يا رجل على الاستقلال وهذا رايهم، وقد ابدوا رايهم بطريقة حضارية قانونية فعلى اي اساس انت ترفضه؟! والشعب الكردي لن يتراجع عن استفتائه واستقلاله وقد صدر بيان عن الاجتماع للمجلس الأعلى السياسي في الإقليم مساء الأربعاء ودعا إلى “فتح باب الحوار مع بغداد بدون شروط مسبقة، وبلا فرض للعقوبات أو الحصار، ووفق توقيتات معينة لإنجاح الحوار” كما ورفض قادة الكرد إلغاء نتائج استفتاء كردستان بالاستقلال تلبية لمطالب الشعب وأنهم سيتفاوضون مع الحكومة العراقية على “الاستقلال فقط لا شيء سواه”.، اليس هذا مد يد السلام لخير الشعبين، هم يدعون للاصلاح وانت يا عبادي تدعو للحصار والحرب ماذا يجري الست مسلما؟ اهذا ما تعلمته من مدرسة سيدنا ومولانا علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام، اتريد ان تكره الكرد في اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، يا رئيس الوزراء انت تخالف نهج من تدعي الانتساب اليه وتكون سببا في ايجاد شرخ في نفوس كل الكرد تجاه الشيعة.
يا أخ حيدر هداك الله ليس هناك طريق الا ان نؤمن بإصلاح مجتمعاتنا ويجب أن لا نقف بوجه المصلحين وإلا كنا نحن المفسدين، والا قل لي كيف تبرر رفض كل الوساطات من قادة عراقيين اخرين من امثال د. اياد العلاوي والنجيفي وغيره. إن البشرية عرفت التطرف على مدار التاريخ سواء كان فكريا أو قوميا أو دينيا، ولكن دائما على العقلاء والراشدين ان ياخذوا بيد شعوبهم الى بر الامان والسلام ويجب ان لا ان نكون شرارة لإشعال حروب جديدة في المنطقة! الم يكن هذا كلامك انت ود.ابراهيم الجعفري ايام كنتم في المعارضة ونراكم وجها لوجه في مقركم بلندن واجلس معك حيث كنت انا الممثل السياسي للاتحاد الاسلامي الكردستاني، الم تكن تقول اخي هوراز نحن قريبين جدا من البعض بنهجنا وسلوكنا واسلامنا وانسانيتنا، الم تكن تقول هذا هو نهج ومدرسة محمد باقر الصدر رحمه الله ونهج الامام علي، اين كل هذا الكلام المعسول، هل تركته؟ ام ان المصالح السياسية الضيقة لحزب الدعوة وارتباطاتكم الاقليمية تجعلكم ترمون بالحائط كل هذه المعاني الانسانية والاسلامية الذي كنت على أساس تؤمن بها ؟!
لا تنسى يا سيد عبادي ان الله تعالى في كتابه الكريم يقول:هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا الإنسان1، اي مع انه فضل الله على الانسانية وجدهم من عدم اي من لا شيء الى شيء، ومع ذلك يقول رب العالمين للإنسانية جميعا في اية اخرى بخصوص حريتهم واختياهم (وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ..) الكهف29، أتوجد حرية واحترام لاختيار ما تريد وأمام ربك أكثر من ذلك؟ فما بال البشر لا يحترمون اراء بعضهم! اهم اكبر ام الله وحاشا لرب العالمين. نعم إن الله خلقنا ولكن جعلنا أحرارا لكي نتبع سبيله أو لا نتبعه. وهناك مئات من الآيات الأخرى التي تؤصل مبدأ حرية الإنسان واختياره لايسع المقام لذكرها، إذا من الأجدر للمنصفين أو الصادقين في دعواهم للحرية والاسلام ان يحترموا رب الاسلام ويسلكوا سبيله الى الاصلاح والخير والامن والسلام والله الموفق الهادي.