28 ديسمبر، 2024 6:18 ص

عندما كان الصمت خيارنا .. إنهارَ عراقنا‎

عندما كان الصمت خيارنا .. إنهارَ عراقنا‎

في العراق اليوم بعد الاحتلال والدمار الشامل والتعذيب وانتهاك الكرامات والمقدسات والمقامات والمساجد.. في العراق اليوم منزلق فتنة، لن يسلم من الفتنة أحد، فنحن شعب واحد.. أمة واحدة.. ثقافة واحدة.. عقيدة واحدة، مهما قال وتقوَّل من لا يرضيهم أن نكون كذلك.. ولن يستفيد من الفتنة سوى أعداء الجميع. وعلينا أن نتذكر أننا تفرجنا على محن وامتحانات وظلم وتجاوزات في العراق وسواه، في هذا الوقت وفيما مضى من زمن، فحصدنا الضعف والموت والدمار والعداوة وشيئاً متوحشاً يسكن زوايا من الذاكرة الجمعية، وإننا نتحمل مسؤوليات خلقية واجتماعية وثقافية ودينية وسياسية حيال ذلك.وساهم سكوتنا في أوقات المحن وقسوة الامتحانات، ساهم في إضعاف المظلومين وتقوية الظالمين، في إضعاف الأقطار والأمة والثقافة والشخصية والوعي والحرية والمناخ السليم، كما ساهم في تغذية محن في كثير من الأزمنة القريبة والأمكنة العديدة في وطننا العربي وعالمنا الإسلامي. ومخزون الذاكرة العربية – الإسلامية يفيض بالكثير الكثير من ذلك القريب.؟كيف نخرج من دوائر المصالح الضيقة والمنافع الشخصية إلى المسؤولية والحس السليم وما يمليه الإيمان والإنتماء والشرف الوطني والقومي والإنساني؟كيف نخرج من مأزق التناحرات والتناطحات السلطوية إلى مشارف الرؤية والصحة والسلامة والمبادرة الخلاقة؟. لا بد من وحدة رؤية وسلامة معيار ومنهج منطقي وحكمة,ولابد من المصداقية والإخلاص في إخراج العراق من مستنقع المتسلطين المرتزقةومن هذا المنطلق نرى الحركة والتفاعل الجاد الحقيقي والاعتدال والوسطية في مواقف المرجعية العراقية الصادقة وحلولها الناجعة في خلاص العراق من محنته العصيبةفقد أشار المرجع الصرخي الحسني في بيانه الموسوم من الحكم الديني (اللا ديني)..إلى..الحكم المَدَني وهذا مقتبس منه جاء فيه :((فَشِلَ مكرُهُم بسببِ وعْيِ الجماهير وتشخيصِهم لأساس وأصلِ ولُبِّ المُصاب ومآسي العراق في تحكُّمِ السلطةِ الدينية بأفكار وعقول البسطاء والمغرَّرِ بِهِم وتحكُّمِها بمقدَّرات البلد بكل أصنافها وبتوجيهٍ مباشر من إيران جار الشر والدمار ،بعد أن انقلب السحر على إيران الساحر بفضل وعيكم وشجاعتكم واصراركم فأدعوكم ونفسي إلى الصمود في الشارع وإدامة زَخْمِ التظاهرات والحفاظ على سلميّتها وتوجّهها الإصلاحي الجذري حتى كنسِ واِزاحةِ كلِّ الفسادِ والفاسدين وتخليصِ العراق من كل التكفيريين والتحرر الكلي من قبضة عمائم السوء والجهل والفساد حتى تحقيق الحكم المدني العادل المنصف الذي يحفظ فيه كرامة العراقي وإنسانيته وتمتُّعِه بخيراته بسلامٍ واَمْنٍ وأمان ،لابدّ أن نُحذّر المؤسسةَ الدينية ومن ورائها إيران بأن أيَّ محاولةٍ للإنتهازية واستغلال جهود وتضحيات المتظاهرين وإرجاع الأمور إلى المربع الأول بتسليط نفس المؤسسة الدينية الكهنوتية وإفرازاتها الفاسدة المُفسِدة ، نحذرهم بأننا سنغيّر توجّهات واَولَوِيات التظاهر فسنطالبُ أولاً وقَبْل كلِّ شيء بل سنؤسس حشداً مدنياً لتطهير المؤسسة الدينية من قُبْحِها الفاحش وفسادِها المُستَشري بأضعاف أضعاف قبحِ وفسادِ السياسيين ورجال السلطة ، فنحذِّرُهم من ركوبِ الموجِ ومحاولةِ الخداع والتغرير من جديد فنقول لهم عليكم تطهير أنفسِكم ومؤسساتِكم قَبْل أن تنتهزوا وتَركَبوا مَوْجَ التغيير والإصلاح والقضاء على الفساد ، فلأكثر من ثلاثة عشر عاماً الأمور بأيديكم من سيء إلى أسوأ والكوارث والمآسي في ازدياد مطّرِد ))