23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

عندما كان الشقاوه في بغداد لا يحصل على لقب شقاوه إلا بعد قتله شقاوه اخر

عندما كان الشقاوه في بغداد لا يحصل على لقب شقاوه إلا بعد قتله شقاوه اخر

في سلسلة تراث بغداد وتاريخها كانت لنا محاضره عن شقاوات بغداد في العهد الملكي وخاصة في ثلاثينات واربعينات القرن العشرين خاصة وان استمر دور الشقاوات في بغداد حتى نهاية ستينات القرن العشرين على ان بدايات هذا اللقب تعود الى العهد العباسي حيث كان ظهورهم لاول مره بعد وفاة الخليفه الامين وقتله من قبل جيش أخوه المأمون ولم يمض على بناء بغداد نصف قرن وكان الاسم الذي يطلق عليهم بالشطار والعيارين ولقد كانت فترة الحكم الملكي الفتره الذهبيه للشقاوات في بغداد لابل حتى ظهرت في بغداد شقاوات من النساء منهن فطومه أُم خنجر التي كانت تعلق الخنجر في نطاقها لتهدد به من يعترض طريقها ومن هن خديجه بدي التي طعنت احدهم بسكين في ظهرها وثالثه هي فوزيه چيچان ولقد ساد في عالم شقاوات بغداد في تلك الفتره ان الشقاوه لكي يكون شقاوه لا بد ان يقتل شقاوه أي ان شرط الحصول على لقب الشقاوه في بغداد هو ان يتولى الشخص قتل أحد الشقاوات لكي يفوز بلقب شقاوه صحيح ان هنالك شروطا اخرى للشقاوه كالشباب والقوه والجسم والعضلات والصوت العالي لكن أهم هذه الشروط هو قيام من يروم أن يناديه الناس بالشقاوه بقتل شقاوه اخر وهذا القتل قد يكون علنا جهارا كما حصل بالنسبة للشقاوه جواد (الأجلگ) الذي قتل الشقاوه موسى أبو طبره والشقاوه ابراهيم الاسود الذي قتله الشقاوه حسن الشيخلي وكان قسم من الشقاوات تم قتلهم ولا يعرف الذي قتلهم وان كان القتل يندرج تحت مبدأ ان الشقاوه لا يكون شقاوه الا اذا قتل شقاوه آخر ومن هذا النوع الشقاوه عبد الامير العجمي الذي قتل في الكرخ ولم يعرف من قتله والشقاوه إبن شاهين الفيلي الذي قتل في الرصافه وگزگه القيلي الذي قتل ضرباً بالقامات تشفياً وانتقاما منه وفي جميع الاحوال ان قتل شقي أصبح قانونا يعمل به الشقاوات واصبح عرفا وعادة لدى أهل بغداد

أما ألمثل الاول لهذا فهو قتل الشقاوه موسى طبره من الشقاوه جواد الاجلگ ذلك ان موسى من شقاوات بغداد وكان وسيماً ورياضيا مصارعاً ويتبعه حين يمشي عدد من الشقاوات الذين يبغون الشجاعه و( المرجله) في اللهجه البغداديه ويشتهرون بأنهم من جماعة موسى طبره ومنطقة نفوذه في الرصافه من محلة الفضل شمالا حتى محلة باب الشيخ جنوبا وبسبب الخلاف بين طبره وأحد أصحاب خيول بغداد أدى هذا الخلاف الى مقتل موسى طبره على يد الشقاوه جواد الاجلگ عندما كانا يتعاطيان الشراب فى أحد البارات في محلة المربعه في رصافة بغداد اذ أفتعل جواد مشاجره مع طبره فطعنه بالسكين في رقبته طعنة قاتله وحزَ رأسه وكان لهذا القتل وقع سيئ لان القتيل ابن عائله بغداديه معروفه وحكم على القاتل بالسجن بعد اشتهاره كشقاوة بغداد الاول وحيث تم شموله بأكثر من عفو بتخفيض مدة محكوميته فأنه خرج من السجن ولكن ابن القتيل مازال يبحث عمن قتل والده فلقد أعد العده لقتل جواد قاتل والده وحيث قد اعتاد الشقاوه الأجاگ الجلوس في مقهى حسن عجمي في شارع الرشيد بالقرب من شارع المتنبي فأن ابن القتيل خبأ المسدس ووقف في الجهه الثانيه لشارع الرشيد وكأن جواد يعلم انه سيقتل ارسل من سأل الطفل عن سبب وقوفه فاجابه انه ينتظر والده وعندما خرج جواد من المقهى اخرج مسدسه وأجهز على جواد فقتله وسلم نفسه الى الشرطه بعد ان صاح بأعلى صوته انه أنهى مهمته وانه أرسل الاجلگ اليه ليأخذ ثأره منه اي لينتقم منه في الاخره والعجيب ان هذا لم يدخل عالم الشقاوات بل أحترف التجاره وأصبح تاجرا معروفا من تجار بغداد

والمثل الثاني الشقاوه الذي تم قتله ليفوز قاتله بلقب شقاوه هو الشقاوه ابراهيم الاسود والذي كانت الفنادق ومحلات المشروبات والملاهي مكان عمله وامتهن الابتزاز أو ما يسمى بالخاوه والاعتداء على الناس كيفما أتفق وكانت نهايته على يد شقاوه مبتدئ هو حسن الشيخلي اذ صادف ان كان الاسود جالسا في احد مقاهي أبو نواس وشاهد حسن هذا فأرسل اليه وأهانه على ملأ من الحالسين بالمقهى فما كان من حسن الا ان اخرج سكينا وطعن الاسود في بطنه وكان صاحب بطن كبيره (كرش) وأنفتحت البطن وخرجت الامعاء اذ ان السكين المستخدمه في القتل من الانواع الحاده جداً(أم الياي) فقفز الاسود الى نهر دجله وتوفى في النهر وتمكن عمال المقهى من اخراجه من النهر ذلك ان قفزته كبيره الى النهر بدون شعور منه وبسبب أصابته الشديده وكانت امعاؤه متدليه بالنهر خارج جسمه وبعد هذا الحادث اصبح القاتل حسن الشيخلي شقاوة تطبيقا لقانون ان الشقاوه هو من يقتل شقاوه .