12 أبريل، 2024 12:55 ص
Search
Close this search box.

عندما كان الشعر

Facebook
Twitter
LinkedIn

يطرق بابي بلا استئذان
وفي حقيبته اليدوية
ما يكفيني من السردين النتن
وبضعة سطور غير متوازية الاركان
حينها كنت اخربش التراتيل الصامتة
في دفاتري المدرسية المهترئة
وأعلقها على جدران كوخي الحقير
 
عندما كان الشعر
يضاجع النجوم الناعسة
في حضن  الليالي الرهيبة
كنت أنا ذلك الفتى الولهان
بقصائد الصعاليك
أجوب دروب المتاهات
وامتطي صهيل المسافات
 
على حد تعبير الشعر
وفي بيان له غير مسبوق
القاه على قارعة الطريق
هل يكفي السير على قدم واحدة
والركض خلف خيوط الشمس الغجرية
لم أنم قط في سرير الشعر
فمخاضه غير مأمون النهايات
وقصائدي فشلت في اجهاض الجنين  
من جراء نزيف الولادة القيصرية            
 
عندما زارني الشعر
في احدى الأمسيات          
رفض مصافحة يدي    
والابتسامة تعلو محياه
ثم تمتم هامسا في اذني:
انت لست شاعرا يا بني
بل كاتب كلمات نثرية
ثم كسر قلمي       
وناولني عصا سحرية       
و في رمشة عين اختفى
فكانت الضربة القاضية
انا الان في سن اليأس
وضعت في مسدسي رصاصتين
فانتحرت بواحدة فقط
 
عندما كان الشعر نبيا
كنت اتبعه مع ثلة الغاويين
غير أنني  شاعر هاو
ابني قصوري من الرمل  
وأطيركالطائرة الورقية
لاصطاد  فراشات بنفسجية
عندما فقأ  الشعرعيني
كنت قد كتبت وصيتي وعلقتها
 على جذع شجرة وهمية
ثم انسحبت من مدارات التيه
وفي جعبتي ضفائرذهبية
صرت كالضرير
أتسلق ضوء الفنارات
وأمخر عباب بحور الشعر العصية
وجدت في المغارت المظلمة ملاذا آمنا لنزواتي
 وفي سراديب الهول شطحات سرمدية
أنا  أ بكي الآن  أطلالا متلاشية
ما أكثر القصائد الملتهبة
عن انهيارات وانكسارات وحروب
الانظمة الاستبدادية

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب