13 أبريل، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

عندما قارنني برؤوساء الأحزاب العراقية ؟‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا اخفي عليكم سرا , منذ حوالي خمسة اعوام  مضت , وانا افكر بادارة موقع ثقافي  الالكترونية , وهذا يتطلب مني الذهاب الى مبرمج مواقع , وبما اني قريب من اهل الشأن , قررت عمل موقعي الثقافي  على الجوجل بعد ان قراءت الكثير من الاعلانات في مواقعهم وبأسعار زهيدة , أي بحدود الخمسة وخمسون دولارا في السنة , قلت لا بأس فالمبلغ لا يساوي شيئا ما دام سنويا , دخلت الى احدى الشركات المختصة , وعرفت بنفسي لصاحب الشركة , ورحب بي , وجلست وشرحت له طبيعة الموقع اضافة الى الاقسام التي يجب ان تظهر فيه .
قال لا بأس , ان عمل موقع لك يساوي في السنة خمسة وخمسون دولارا في السنة , وبما انت صحفي ونحن نعلم ضروف الصحفيين المادية قررت ان اتساهل معك , وجعل سعره خمسون دولارا فقط ..
رحبت وشكرته بهذا الموقف
وقلت له : توكل على الله –
 فقال لي سأعرض لك بعض المواقع والتصميمات التي عملناها , والذي يعجبك سنقوم بعمله لك .
ففتح صاحب الشركة شاشة كبيرة , متصلة بالانترنيت ,
وقال لي : يوجد موقع لاياد علاوي هل تود اعرضه لك لمشاهدة اقسامه وهيكل اطاره .
قلت له وانا كلي فرحا : طبعا طبعا .
رأيت موقع اياد علاوي موقعا جميلا وزاهرا . فعلى الرغم من جمالية الموقع وبهاءه ,
 قلت له : اعطني المزيد من المواقع كي اراها , فعرض علي موقع اخر لنوري المالكي , شبيها نوعا ما لموقع اياد علاوي , ولكن يوجد بعض الفروقات البسيطة .
وقال لي : سازودك بموقع اخر كي ترى جميع عروضنا .. واذ به يفتح رابط اخر من تصميمهم لصالح المطلك , ثم حيدر العبادي ؟
بينما انا جالسا اتخيل نفسي عضوا في مجلس النواب ! ,او احسست انني ذات شخصية عظيمة وصاحب نفوذ وتاجر ..
قلت له : قررت ان تعملوا لي موقع شبيها للموقع الاول , اي موقع اياد علاوي , رغبة مني لجمال الصور المتحركة والناصعة اضافة الى الفلاشات الجميلة فيه .
وبعد القرار , قال لي : ان سعر التصميم 900 دولار .. انبهرت وتفاجأت !
وقلت له : انك للتو قلت لي خمسون دولارا وعملت لي تخفيض  .
 قالي لي : نعم استاذ الخمسون دولارا  هو حجز نطاق الدومين السنوي , اما ال 900دولارا فهذا شراء لك مدى العمر ؟ ضحت على مصيبتي .
 وقلت له انه مبلخ كبير جدا بالنسبة لي على الرغم ان موقعي الثقافي ليس ربحا ولا تجاريا ,
 قال لي : هذه هي اسعارنا ..
همست مع نفسي وقلت : التسع مائة دولار بالنسبة لرؤوساء الاحزاب  العراقية  هي نقطة صغيرة في محيطات العالم .
وشكرت صاحب الشركة وقلت له ضاحكا : انا الرجل الفقير جدا , تقارنني برؤوساء الكتل , وهممت بالخروج وقهقهتي سمعها من كان في الشركة ..
وقررت ان لا افكر يوما بعمل موقع ثقافي حتى لو كان في المجان.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب